بدأ الحوثيون أمس تضييق الخناق على مداخل صنعاء، بالتزامن مع توافد المئات من عناصرهم إلى أحياء المدينة، تمهيداً لمحاصرتها، فيما عقد الرئيس عبدربه منصور هادي اجتماعاً للمسؤولين وكبار مستشاريه للبحث في كيفية مواجهة التهديدات الجديدة. إلى ذلك، اعتبر سفراء الدول العشر الراعية للعملية الانتقالية، تصريحات زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي الأخيرة «حادة ومهينة وتمس هيبة الحكومة الشرعية»، وذلك في رسالة مشتركة بعثوا بها إليه لتحذيره من اللجوء إلى العنف وحضه على احترام العملية وعدم فرض رغباته على الشعب اليمني بالقوة. وكان الحوثي أمهل، في خطاب ألقاه مساء الأحد الماضي، السلطة خمسة أيام لإقالة الحكومة والتراجع عن قرار زيادة أسعار الوقود، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، داعياً أنصاره إلى التظاهر في عموم المدن، والتوافد إلى صنعاء، ملوحاً بإجراءات لم يفصح عنها، لكنه قال إنها ستكون «مؤلمة ومزعجة». وشرع المسلحون الحوثيون أمس، على ما أفاد شهود تحدثوا إلى «الحياة»، في نصب الخيام وقطع الطرقات عند مداخل صنعاء، بالتزامن مع توافد المئات منهم إلى أحياء العاصمة قادمين من شتى المحافظات للمشاركة في التظاهرات والاعتصامات التي دعا إليها زعيمهم. وإزاء هذه التطورات عقد هادي أمس اجتماعاً استثنائياً حضره المسؤولون في الدولة وزعماء الأحزاب وكبار مستشاريه لتدارك الموقف. وأفادت وكالة الأنباء الحكومية (سبأ)، أن الاجتماع «دان تصرفات جماعة الحوثي الخارجة عن النظام والقانون والمتمردة على مخرجات الحوار الوطني الشامل، واعتبرها غير مقبولة وطنياً ولا سياسياً»، وطالب «الجميع بتحمل المسؤولية الوطنية تجاه هذا الطيش غير المسؤول». وأضافت أن الاجتماع «دعا إلى لقاء وطني عاجل يضم كل الفعاليات الحزبية والسياسية ومنظمات المجتمع المدني والشباب والمرأة والعلماء والشخصيات الاجتماعية اليمنية في صنعاء لتدارس الأوضاع الطارئة التي تهدد الأمن والاستقرار في اليمن». وزادت أن المجتمعين «أكدوا ضرورة أن تتحمل الدول العشر الراعية والداعمة للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية مسؤوليتها تجاه هذه التصرفات الخارجة عن النظام والقانون والمتمردة على مخرجات الحوار الوطني الشامل» . وفي السياق، دان سفراء الدول العشر، وبعثة دول مجلس التعاون الخليجي في صنعاء، التهديدات الحوثية في رسالة مشتركة بعثوا بها أمس إلى زعيم الجماعة، وعرضوا عليه المشاركة في حكومة ائتلاف يشكلها الرئيس هادي. وحذر السفراء الحوثي من اللجوء إلى القوة، مؤكدين دعمهم هادي، وذكروه ببنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرارات مجلس الأمن الحريصة على تحقيق انتقال آمن للسلطة في اليمن، معبرين عن بالغ قلقهم من تصريحات الحوثي «المناهضة والمهينة وتنم عن لهجة حادة تجاه عملية الانتقال هذه، وتمس أيضاً هيبة الحكومة المشكلة شرعياً». ودعوه إلى «احترام القانون وحفظ النظام ولن يُقبل أي أفعال تهدف إلى التحريض أو إثارة الاضطرابات والعنف، وسوف تتم إدانتها بشدة من قبل المجتمع الدولي، ونعيد التذكير كذلك بدعوة مجلس الأمن الصادرة بتاريخ 11 تموز (يوليو)، التي تطالب الحوثيين بالانسحاب والتخلي عن المناطق التي تم الاستيلاء عليها عن طريق القوة وتسليم السلاح والذخيرة المسلوبة من المنشآت العسكرية إلى سلطات الدولة».