طهران، تل أبيب – أ ب، رويترز – أوردت وسائل إعلام إيرانية ومواقع معارِضة، أن مدينةً نيشابور شمال شرقي إيران شهدت احتجاجاً نادراً على ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وخصوصاً الدجاج. وحمّل المتظاهرون حكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد المسؤولية، لكن هذا الاحتجاج الذي قد يُعتبر سابقة، يعكس تفاقم معاناة الإيرانيين من العقوبات المفروضة على بلادهم بسبب برنامجها النووي، خصوصاً بعد تطبيق خطة نجاد رفع الدعم عن سلع أساسية. واجتاح الغلاء إيران، إذ ارتفع التضخم وتراجع إلى النصف سعر صرف الريال في مقابل الدولار الأميركي، إذ بات يبلغ 19 ألفاً في السوق السوداء، على رغم انه ما زال في حدود 12 ألفاً بسعر الصرف الرسمي. وارتفع سعر كيلو الدجاج ثلاث مرات، إلى نحو 65 ألف ريال (أكثر من 5 دولارات بسعر الصرف الرسمي)، فيما أفاد موقع «راه سبز» المؤيد للإصلاحيين، بأن أسعار المواد الغذائية مع بدء شهر رمضان، زادت بنسبة راوحت بين 18 و100 في المئة، مقارنة بالسنة السابقة، بمعدل وسطي 40 في المئة. وكان قائد الشرطة الإيرانية الجنرال إسماعيل أحمدي مقدّم أطلق ما عُرف لاحقاً ب «أزمة الدجاج»، إذ حضّ شبكات التلفزة على الامتناع عن بثّ صور لأفراد يأكلون دجاجاً، قائلاً: «بعض الناس، عندما يرون الفجوة الطبقية بين الأغنياء والفقراء، قد يستلّون سكيناً ليأخذوا ما يعتبرون أنه حقهم من الأغنياء». وتعتمد صناعة الدجاج في إيران على الخارج، إذ تستورد معظم فول الصويا والذرة والعلف واللقاحات لتغذيته. ونقلت وكالة «رويترز» عن «منتج بارز للدجاج» في إيران قوله: «نصف مزارع الدجاج تقريباً توقفت عن الإنتاج، لأن المواد الأولية المستوردة أصبحت مرتفعة التكلفة. نأسف لذلك، لكن يستحيل خفض الأسعار. هذا محزن بشدة لكثير من الإيرانيين». ونقلت وكالة «فارس» عن كيومارس كيرمانشاهي، نائب رئيس «مؤسسة تعزيز التجارة الإيرانية»، إن بلاده «قررت منح الأولوية لاستيراد السلع، وخصّصت 24-30 بليون دولار بسعر الصرف الرسمي، لاستيراد السلع الأساسية». وأوردت وسائل إعلام إيرانية أن إيرانيين تظاهروا في الساحة الرئيسة في مدينة نيشابور التي تبعد نحو 950 كيلومتراً عن طهران، احتجاجاً على الغلاء. وأظهر شريط فيديو بُثّ على موقع «يوتيوب»، أن المحتجين هتفوا: «الموت لارتفاع الأسعار»، و»عار على الحكومة». وسعى رئيس مكتب الصناعة والتجارة وقائد شرطة محلي، إلى تهدئة المتظاهرين، وتعهدا تسوية قريبة للمشكلة، خصوصاً الدجاج. وسُئل المتظاهرون عن سبب احتجاجهم، فأجابوا: «ارتفاع سعر الدجاج، وكلّ شيء». ولم ترد أنباء عن تدخل الشرطة واعتقال محتجين، أو أيّ عنف ضدهم. وقد يكون أولئك غضبوا لسماعهم خطبة في مدينة قم لرجل الدين البارز ناصر مكارم شيرازي الذي قال: «على الشعب ألا يلحّ في بعض المسائل، إذ نشهد صراخ كثيرين في شأن الارتفاع الشديد لسعر الدجاج. وماذا يحدث إن لم يأكل الناس دجاجاً؟ كلّ الأطباء يتفقون على أن تناول منتجات لحوم، مضرّ بالصحة». في غضون ذلك، حذر شاوول موفاز، النائب السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، من عواقب هجوم محتمل على إيران. وأشار إلى أن نتانياهو يسعى إلى أن يضمّ لحكومته، أعضاء متمردين في حزب «كديما» الذي يرأسه موفاز وانسحب من الحكومة أخيراً، ل «تشجيعه» في خيار ضرب طهران. وأضاف: «أقول ذلك بقلب مثقل جداً، وهاجس عميق بأن ذلك يحدث في إسرائيل». وكان موفاز قال الاثنين إن حزبه لن يؤيد «أيّ مغامرات تتّصل بعمليات تخاطر بمستقبل أبنائنا وبناتنا ومستقبل مواطني إسرائيل». وسُئل توضيح كلامه، فأجاب: «أعتقد بأن أيّ ضربة مبكّرة (لإيران) ستكون خطأً فادحاً، قبل أن نشهد (نتيجة العقوبات) عليها».