ساد التوتر العاصمة الباكستانية إسلام آباد أمس، مع اعلان زعيما المعارضة عمران خان وطاهر القادري الذين يتجمع آلاف من انصارهما في العاصمة بعد مسيرة طويلة من لاهور الاسبوع الماضي، إن مؤيديهما قرروا تنظيم مسيرة سلمية الى مقر الحكومة في «المنطقة الحمراء»، لاطاحة رئيس الوزراء نواز شريف الذي يتهمانه بتزوير الانتخابات والفساد. وليلاً اعتقلت الشرطة حوالى 150 من انصار عمران خان وزعيم المعارضة الثاني طاهر القادري في اقليم البنجاب، أكثر اقاليم البلاد ثراءً وازدحاماً بالسكان، لمنعهم من الانضمام الى احتجاجات العاصمة. ورأى المحلل رحيم الله يوسفزاي ان المسيرة الى «المنطقة الحمراء الخاضعة لاجراءات امن مشددة والتي تأوي البرلمان ومقر رئيس الوزراء وسفارات دول كبيرة بينها فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، «مجرد عمل يائس لن يزيد الضغوط على الحكومة التي نجحت في تجاوز الاعتصام بعدما أخفق التيار الثوري في حشد مليون محتج، واكتفى ببعضة آلاف من المتحمسين المجتمعين في قلب العاصمة. كما ان دعوته الى عصيان مدني عزلته لأن الطبقة السياسية، بما فيها باقي احزاب المعارضة، نددت بهذه الاستراتيجية، وكذلك اوساط رجال الاعمال». لكن دخول عمران خان المنطقة المؤمنة مع الآلاف من انصاره قد يستفز الشرطة التي يجب ان ترد بحذر لتفادي سقوط «شهداء» لقضيته. ورد وزير التنمية احسان اقبال على دعوة عمران خان انصاره الى اقتحام «المنطقة الحمراء» قائلاً: «إذا لم تحم (عمران خان) مؤسسات الدولة لن يسامحك التاريخ. البرلمان ليس ملكاً لحزب واحد بل ل180 مليون مواطن»، داعياً اياه والقادري الى «التفاوض». وشكلت الحكومة لجنتي تضمان اعضاء من احزاب عدة لفتح حوار مع عمران خان والقادري، وهو ما دعمته بعثة الاتحاد الأوروبي في إسلام آباد. الى ذلك، قتل ستة اشخاص على الأقل بينهم رضيعان في انفجار قنبلة زرعت الى جانب طريق لدى مرور سيارتهم في اقليم باجور القبلي (شمال غرب) المحاذي للحدود مع افغانستان. وأعلن الجيش مقتل 48 مسلحاً وتدمير 5 مخابئ للمتمردين في خيبر، و7 أخرى في شمال وزيرستان، في اطار العملية العسكرية التي اطلقتها. على صعيد آخر، ألغت الهند محادثات سلام مقررة مع باكستان في 25 الشهر الجاري، ما يوجه ضربة للجهود الديبلوماسية التي تجددت بين الجارين النوويين بعد حضور رئيس الوزراء الباكستاني شريف حفل تنصيب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي قبل 3 أشهر والمصافحة التي جرت بينهما، ويزيد المشاكل التي تعانيها الحكومة الباكستانية. وبررت الهند الإلغاء بخطط باكستان مشاورة انفصاليي كشمير قبل الاجتماع.