تتوهم إيران حينونة قطف ثمار مشروع بدأ عام 1975 بعرش الشاه، وتطمع بمد السجادة الفارسية على صحراء العرب، يأملون بتحقيق انتداب فارسي أبدي، ينقل كنوز العرب إلى قباب قم، ويصبح العرب شريحة استهلاكية عريضة لمنتجات مصانع إيران. تتسارع مخاوف العالم من احتمال ارتكاب إيران حماقة استخباراتية أو عسكرية على أرض دولة مجاورة، القلق يكمن في أن المشروع الإيراني بكامله يسقط بسقوط نظام دمشق، فالعراق لم يتهيأ بعد ليكون بديلاً سريعاً، توشك إيران أن تفقد ذراعها السورية، وبالتالي تصبح قدمها الموجودة في لبنان غير قادرة على المشي. يبدأ قارعو الطبول طقوسهم بتمريرها على نار، نار المجوس موقدة منذ دهر، دماء رقصة الحرب تتدفق في أقدام جنرالات إيران، وقلوب ملايين من جنود الفرس تعيش نشوة المشاركة في حرب مقدسة، وعلى رغم كل هذا الضجيج المتصاعد خلف مياه الخليج فإننا نضع أيدينا في عيوننا وآذاننا، كما حدث تماماً مع صدام حسين عندما كان يرسل «صواريخ سكود» إلى الرياض، فيصفه بعضنا حينها – وربما حتى الآن – بأنه بطل. تنقص بعض الموجودين في الشارع السعودي فيتامينات «وطنية»، نتحدث عن «صواريخ" كرة القدم، أو الأسواق، أكثر من حديثنا عن 2500 صاروخ طويل المدى قال قائد عسكري إيراني قبل سنتين إنه يستطيع إرسالها إلى السعودية وإسرائيل خلال عشر ثوان، لم يقل إنه سيضغط مفتاح الإطلاق بقدمه، لكنه يستطيع لو أراد. استطاع أباطرة إيران اختطاف حضارة أمتهم، وتحويلها إلى ثكنة عسكرية، فكل موارد أمتهم تتم سرقتها من خلال تمريرها في مكينة غسيل أموال تتدثر بلباس عسكري، فعمولات الصفقات تصنع أثرياء حروب لا يصنعون أكثر من توقيع عقود استيراد أسلحة أو تجهيزات مساندة بعضها يفسد قبل قيام حرب. يداخلني يقين بأن جزءاً كبيراً من الوديعة الصينية الشهيرة في البنوك الأميركية هو أموال إيرانية بجلباب صيني، فكل استماتة يقدمها «الفيتو» الصيني، مع الروسي يجب أن تكون مسببة اقتصادياً قبل سياسياً، فقراءة اقتصادية لمعاهدات «سايكس – بيكو» و«لوزان» يدرك أن بناء سكك القطارات وإدارتها على أرض الشام والعراق كان يؤرق الفرنسيين والبريطانيين أكثر من انسكاب دماء جنودهما. الفرس قادمون، بالمعنى العسكري، والاستخباراتي، وكذلك الاقتصادي، فهم رسموا على بلاد العرب دائرة وأسموها ساحة حرب وتقاسموا الغنيمة، لم يغدروا بنا، لأنهم أعلنوا نواياهم على امتداد عشرات السنين، وأثبتوها بأفعالهم، لم يفعلوا شيء أكثر من احتلال شعوب عربية وتحويلها إلى شعوب فارسية تتحدث العربية، وعندما يصبح الشعب فارسياًٍ فأن الأرض تمسي بكل تأكيد فارسية. يجهل أغلب العرب حجم تعطش شعب فارس قبل حكومته لاستعباد العرب بشراً وحجراً، فنار المجوس تتأجج بالعنصرية، نجحوا في «فرسنة» بعضنا على شكل مزارع مختبرية، يبحثون عن مبيد حضاري يلغي وجود العرب، وبضجيج أقل من ما فعله هتلر مع اليهود. [email protected]