للدخان الأبيض المحمل برائحة الطيب والزبد الذي يخرج من كسرة خشب قصة فرح وضيوف. في الأعياد والأفراح والولائم والزيارات يحضر كنوع من الترحيب بالضيف، كما أن وجوده في المكان إشارة إلى كرم وجود وحسن ضيافة. الباحثون عن الرائحة الطيبة لا يبخلون بالمال في هذا المجال، والدليل تلك الأسعار التي تقترن بحفنة أو حفنتين من لحاء شجرة، فسعر كيلوغرام من العود «المروكي» أو «الكلمنتان» تتجاوز 80 ألف ريال في بعض أنواعها. يحكي حامل المسك محفوظ بن أحمد من أحد محال العود خلاصة تجربة طويلة مع أنواع البخور وروائحه الزكية، يقول: «خشب العود المروكي والكلمنتان الذي نستورده من إندونيسيا، هذان النوعان هما الأكثر جذباً للزبائن من ناحية الجودة»، مشيراً إلى أن سعرهما يبدأ من 5 آلاف ويصل إلى حدود 80 ألف ريال للكيلوغرام، «أما الجيد فيبدأ من 10 آلاف فما فوق». ماذا عن أولئك الذين لا يتحملون مثل هذه الأرقام؟ يقول ابن أحمد إن البخور الاصطناعي غزا السوق في العامين الأخيرين وحلّ جزءاً من المشكلة، «فكيلوغرام منه يبدأ سعره من 500 ريال ولا يتجاوز أغلاه ألفي ريال»، لافتاً إلى أنه يستخدم غالباً في الأعراس والمناسبات الكبيرة، كما يستخدم في المساجد بشكل عام، ارتفع سعر عود البخور الطبيعي في السنوات الأربع الأخيرة بنسبة 30 في المئة، ويعتبر موسم الإجازة الصيفية من أفضل المواسم، إذ تكثر مناسبات الزواج، إضافة إلى وقوع رمضان والعيد فيه خلال الأعوام الأخيرة، وينخفض الطلب في عيد الأضحى. ويشكل الرجال الشريحة الأكبر من زبائن العود، أما الزبائن من النساء فيتجهن إلى ما يسمى «المبثوث» و«المعمول» و«المبسوس»، وهو كسر وفتات بخور العود الذي يكون مشرباً بأنواع من مخلطات الدهن التي تعطي رائحة زكية، إضافة إلى رائحة بخور العود. وتراوح أسعار الأوقية بين 15 و200 ريال.ويرى عبدالرحمن أحمد الكاف أحد هواة شراء العود ببخوره ودهنه أن مبالغة في الأسعار بدأت في الأعوام الأخيرة. كما اتهم بعض التجار بالغش، بخلط خشب العود الأصلي بخشب مشابه في اللون، وقال: «أختار هذه الفترة من كل عام لشراء العود، منذ 17 سنة، لتوافر البخور الجديد في السوق وكثرته ووجود السعر المناسب، جراء التنافس بين المحال على كسب الزبائن». وأشار إلى المبالغة في أسعار البخور: «في السابق كان سعر الكيلوغرام من العود الأصلي الهندي لا يتجاوز ألفي ريال، واليوم النوع الإندونيسي يتجاوز 10 آلاف ريال».