قالت مصادر قريبة إلى المجموعات العراقية المسلحة التي غادر معظمها العراق إلى سورية خلال السنوات الماضية، إن غالبية هؤلاء عادوا خلال الشهرين الماضيين، مشيرة إلى أن النظام السوري زود بغداد قاعدة بيانات ومعلومات عن تلك الجماعات. وأبلغت المصادر «الحياة» أن «معظم المقاتلين العراقيين من غير تنظيم القاعدة عادوا إلى بلادهم من سورية، بسبب المضايقات من نظام دمشق واعتقاله العديد منهم بتهمة التعاون مع المحتجين السوريين». وقالت إن «النظام السوري تحول من صديق وداعم إلى تلك الجماعات إلى عدو يبطش بها». وأكدت أن «النظام السوري يعتقل العديد من العراقيين من المنتمين إلى حركات مسلحة مثل الجيش الإسلامي وأنصار السنة وحماس العراق وغيرها». وأشارت إلى أن «البعثيين (العراقيين في سورية) انقسموا إلى قسمين. الأول انضم إلى قوات النظام أو فعالياته الحزبية، والثاني بقي على الحياد لكنه لم يسلم من المعارضة والحكومة على حد سواء». وأضافت أن «هذا القسم (الثاني) من البعثيين بدأ بالهجرة إلى ليبيا أو اليمن أو الأردن، وقليل منه خاطر بالعودة إلى العراق». ولفتت إلى أن «قادة المجموعات المسلحة لم يعودوا إلى العراق بل انتقلوا إلى تركيا والأردن». وأكدت المصادر أن «سورية زودت العراق بقاعدة بيانات ومعلومات عن المسلحين (العائدين) ما مكن الأجهزة الأمنية العراقية من تنفيذ عمليات نوعية واعتقال بعض القيادات المتوسطة في أنصار السنة وجماعات مسلحة أخرى». وكانت وزارة الداخلية أعلنت اعتقال قيادي في «جماعة أنصار السنة» الأسبوع الماضي في الشريط الحدودي بين العراق وسورية في محافظة الموصل. وكان مصدر في «جهاز مكافحة الإرهاب» التابع لرئيس الوزراء نوري المالكي اكد «اعتقال شبكة مسلحة تتكون من 35 إرهابياً»، مشيراً إلى أن «الشبكة كانت تتخذ من جبال حمرين مقراً لها، وهي المسؤولة عن عمليات الخطف والقتل والتفجيرات الأخيرة في محافظة ديالى»، (60 كلم شمال بغداد). وتخشى السلطات الأمنية في العراق من تصاعد العنف الطائفي بعد عودة هذه الجماعات من سورية. لكن المصدر في «جهاز مكافحة الإرهاب» يرى أن «القوات الأمنية العراقية جاهزة للتصدي لتلك الجماعات، إذا لم تترك السلاح وتنضم إلى مشروع المصالحة الوطنية». وكان محافظ الموصل أثيل النجيفي اعلن أن السلطات العراقية سلمت الجيش السوري اثنين من جنوده الفارين إلى العراق. وأوضح إن «اثنين من الجنود السوريين، هما النقيب أول سعد رياض الزعتيني والمجند صبحي عبد الجليل بوظا، دخلا إلى العراق في آب (أغسطس) من العام الماضي هاربين من سورية، واعتقلتهما قوات حرس الحدود العراقية. وحينها لم تبلغ المحافظة بهذا الأمر، وفوجئنا بأنباء مفادها بأن هذين السوريين تم تسليمهما إلى الجهات السورية في 28 شباط (فبراير) الماضي، من قبل لواء حرس الحدود العراقي، إلى المقدم في الجيش السوري علي حامد شمسين».