وحد رمضان هذا العام العراقيين فللمرة الأولى، منذ نحو تسع سنوات، اتفق مراجع الشيعة والوقف السني على أن يكون السبت (امس) أول أيام الشهر. وأعلنت مكاتب المراجع الأربعة الرئيسيين في النجف آية الله السيد علي السيستاني، والسيد محمد سعيد الحكيم، والشيخ محمد إسحاق الفياض، والشيخ بشير النجفي السبت أول أيام رمضان. ولم يخالف هذا القرار المراجع الآخرون في المحافظات ومكتب الزعيم الشيعي مقتدى الصدر. وأعلن مكتب المرجع محمد تقي المدرسي في كربلاء أن السبت أول أيام رمضان، مهنئاً العالم الإسلامي ب «هذه المناسبة المباركة»، كما اتفق مكتب الصدر مع المراجع. وأعلن ديوان الوقف السني في العراق أن «يوم الجمعة مكمل لشهر شعبان، وسيكون السبت أول أيام رمضان». وقال رئيس الديوان أحمد عبد الغفور السامرائي خلال مؤتمر صحافي عقده في جامع أم القرى في بغداد إن «الهيئة العليا لديوان الوقف السني وعدداً من الشيوخ ونخبة من ذوي الاختصاص في جامع أم القرى اجتمعوا وأكدوا أن الجمعة مكمل لعدة شهر شعبان لعدم ثبوت الرؤية الشرعية لهلال شهر رمضان». والتوافق على بدء الصوم امتد إلى إقليم كردستان الذي اتفق مع المرجعيات السنية والشيعية. واستقبل الشارع العراقي هذا التوافق بارتياح ، فلم يشهد منذ سنوات مواعيد متفقاً عليها للمناسبات الدينية والأعياد، والخلافات كانت تمتد في بعض المناسبات إلى اكثر من يوم واحد، سواء بين المرجعيات الشيعية نفسها أو مع الوقف السني في بغداد أو إقليم كردستان. وقال خليل عطا الله، من أهالي النجف:»العراقيون فرحون بتوحيد موعد رمضان. تفرقنا على ابسط الأمور منذ سنوات، وحين نتفق اليوم من حقنا أن نعتبر ذلك إنجازاً». ورأى الطالب حوزة النجف منعم الموسوي أن «توحيد بدء الصوم هذا العام هبة إلهية تبشر بالخير». وأضاف «على مدى سنين طويلة كان علماء الشيعة انفسهم مختلفين فكيف بنا هذا العام باتفاق الشيعة والسنة على يوم واحد». وقررت الأمانة العامة لمجلس الوزراء تقليص ساعات الدوام الرسمي في دوائر الدولة ساعة واحدة طوال أيام رمضان، وأصدرت تعليماتها، مؤكدة «منع المجاهرة بالإفطار وغلق محال ومخازن بيع الخمور طوال أيام الشهر وتحديد مطاعم خاصة للمسافرين وإلزام أصحابها بإخفائها خلف ستار»، فيما دعت الوقفين الشيعي والسني إلى تولي التوعية الدينية والالتزام بالتعليمات الرسمية.