لم يُعرَف ماذا دار في اللقاء الذي جمع أمس رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان بالمرجع الديني علي السيستاني في النجف. في كل الأحوال، كرّس أردوغان نفسه، مجدّداً، لاعباً إقليمياً فوق التوتُّر الشيعي السنّي كرّس رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان، أمس، ما بدأه منذ مدة، في سبيل إظهار نفسه محايداً على جبهة التوتر الإقليمي بين الشيعة والسنّة؛ فقبيل زيارته للمرجع الديني علي السيستاني في النجف، عرّج أردوغان على مرقد الإمامين الكاظمين في بغداد، وهما من الأئمة الشيعة، قبل أن يصل إلى مرقد الإمام علي في النجف، بعدما نال استقبالاً رسمياً حاشداً في مطار المدينة الجنوبية، حيث كان في مقدمة مستقبليه المحافظ عدنان الزرفي ورئيس وأعضاء مجلس المحافظة. وبعد اللقاء، اجتمع أردوغان والوفد المرافق له مع السيستاني لساعة كاملة، من دون أن يُعرَف ما دار خلالها، مع العلم بأن تسريبات ومعلومات أشارت إلى أن المرجع الشيعي قد يطلب من المسؤول التركي القيام بوساطة ما حيال الأزمة البحرينية، نظراً إلى حسن علاقات أنقرة بكل من المنامة وطهران. ولم يدلِ أردوغان بأي تصريح في ختام الاجتماع، مخيّباً آمال عشرات المراسلين والصحافيين الذين تجمهروا أمام مقر المرجع الديني. ونقل مراسل وكالة «فرانس برس» أن رئيس الحكومة التركية خرج من مقر السيستاني ولوّح بيده للصحافيين، مغادراً المكان على عجل. واتخذت محافظة النجف استعدادات أمنية وتنظيمية كبيرة لاستقبال الضيف التركي الذي انتقل بعد الظهر إلى أربيل للقاء رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني، ولافتتاح مطار أربيل الدولي الذي بنته شركات تركية، إضافة إلى افتتاح رسمي للقنصلية التركية في المدينة الشمالية. وقد أعلن عضو مجلس محافظة النجف خالد الجشعمي أن المدينة «مستعدة لهذه الزيارة التاريخية، ونتوقع أن يبحث أردوغان مع المرجعية المسائل العراقية وما يجري في بعض دول الجوار، وخصوصاً البحرين». وسبق للسيستاني أن دعا إلى «وقف العنف» بعد اتخاذ السلطات البحرينية تدابير لقمع انتفاضة طالبت بإصلاحات سياسية في المملكة الجزيرة. كذلك كان لوزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، الذي رافق أردوغان في زيارته العراقية التي دامت يومين، موقفاً دعا فيه قادة البحرين إلى الحؤول دون أن تتحول الاضطرابات إلى «مواجهة طائفية». وكان أردوغان قد التقى، مساء أول من أمس، نظيره العراقي نوري المالكي، ليدعو العراق إلى الانضمام إلى الاتفاق الرباعي الذي يضم تركيا وسوريا ولبنان والأردن، والذي يتضمن إنشاء ما تصفه القيادة التركية بنواة «اتحاد متوسطي» على طريقة الاتحاد الأوروبي.