أثار تأخر الرئيس المصري محمد مرسي في تشكيل حكومته تساؤلات في الأوساط السياسية، خصوصاً بعد إعلان وزيرة التخطيط والتعاون الدولي فايزة أبو النجا عقب اجتماع حكومي مصغر ترأسه مرسي أول من أمس، استمرارَ الحكومة الحالية حتى عيد الفطر الذي يوافق الأسبوع الأخير من الشهر المقبل. واستنكر كثيرون استمرار اعتماد مرسي على حكومة تسيير الأعمال بقيادة كمال الجنزوري، رغم أن نواب «الإخوان المسلمين» قادوا أكثر من تحرك في البرلمان لسحب الثقة عنها قبل قرار حل مجلس الشعب. ويبدو أن التساؤلات وصلت إلى بيت الرئيس نفسه، اذ كان لافتاً أن يطالب ابنه أحمد على موقع «فايسبوك» بسرعة تشكيل الحكومة الجديدة والفريق الرئاسي وتحديد صلاحياته. وقال أحمد مرسي، الذي يعمل طبيباً في السعودية في تدوينة على «فايسبوك» أمس: «سيدي الرئيس. متى التشكيل الحكومي الجديد؟ متى تشكيل الفريق الرئاسي المعاون لك؟ وما مسؤولياته وصلاحياته؟». وأضاف: «إن كانت هناك أي معوِّقات فنطالبك بمصارحتنا نحن شعب مصر، ظهرك وسندك وكتفك لنحمل معك المسؤولية... إعلان التشكيل الحكومي أو المصارحة العلنية... بدأ الشك والقلق يساورنا نحن أبناءك أبناء مصر». وانتقدت «حركة 6 أبريل» أمس «التأخير غير المبرر» في تشكيل الحكومة. وقال مؤسس الحركة أحمد ماهر ل «الحياة»، إن «كل ما يصلنا من مبررات لا نقبله»، مؤكداً أن تأخر تشكيل الحكومة الجديدة «يزيد من المشاكل والأزمات في مصر». وأضاف: «مهما كانت الأسباب فليس هناك أي مبرر لتأخر تشكيلها». ولفت إلى أن «الحكومة الحالية مرفوضة من القوى الشعبية والسياسية منذ اليوم الأول لتشكيلها، كما ان استمرارها يزيد معاناة الناس، وهو ما سيتحمل أعباءه الرئيس نفسه»، لافتاً إلى «الانفلات الامني الذي يعم المحافظات، ناهيك عن الحوادث المتكررة خلال اليومين الماضيين، واستمرار الفشل في تقديم الخدمات الأساسية». ودعا إلى «الإسراع بتشكيل الحكومة لإنقاذ البلاد». من جانبه، قال القيادي في حزب «المصريين الأحرار» باسل عادل، إن «انعزال الإخوان عن الوسط السياسي وتقوقعهم على نفسهم واستحواذهم على المكاسب السياسية، وقف عائقاً أمامهم في تشكيل حكومة تمثل المجتمع المصري، حتي وإن كانت من التكنوقراط وغير سياسية». واعتبر في بيان، أن «من الغريب أن تظل حكومة الجنزوري على مقاعدها في حين أن محاولات إقالتها المستمرة عطلت مسيرة البرلمان المصري بقيادة غالبية الحرية والعدالة، وكان العائق أن المجلس العسكري لا يريد إقالة الحكومة، فما الحال الآن والرئيس مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة السابق على رأس السلطة التنفيذية؟». وأكد أن «تلك المرحلة من عمر الوطن هي مرحلة تشارك وليست غلبة وتنافس تجهز فيها تيارات الثورة على نفسها لتتيح الفرصة لرموز النظام السابق للعودة على جثة خلافتنا وتناحرنا». وسعت مصادر قريبة من الرئاسة إلى التخفيف من حدة القلق. وعزت التأخير إلى رفض وجوه سياسية تولي رئاسة الحكومة في هذه الفترة. وأكدت أن مرسي «يتأنى ويدقق في اختياراته حتى تخرج التشكيلة الحكومية في شكل يرضي الجميع وفي الوقت نفسه تكون قادرة على العمل كفريق». ودافع القيادي البارز في «الإخوان» علي عبد الفتاح عن تأخر تسمية الحكومة الجديدة، وقال ل «الحياة» إن «الرئيس حريص على اختيار حكومة قوية تستطيع التعامل مع الملفات الشائكة في مصر، كما أنه يسعى إلى أن تتمتع الحكومة الجديدة بكفاءة عالية تجعلها قادرة على حل المشاكل التي يئن منها المواطن، وتنفيذ مشروع النهضة» الذي خاض به مرسي الانتخابات.