حذرت قوى دولية من دخول سورية «في مرحلة من الفوضى»، داعية إلى «ضرورة حصول انتقال سياسي» في ذلك البلد والتوافق على قرار من مجلس الأمن وذلك بعد التفجير الانتحاري الذي أدي إلى مقتل وإصابة عدد كبير من كبار القيادات الأمنية في سورية. ففي باريس دان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس»الإرهاب» بعد تفجير دمشق. وقال فابيوس أمام أعضاء مجلس الشيوخ الفرنسيين امس إن «الحكومة الفرنسية ومن دون معرفة ظروف هذا الهجوم، لطالما دانت الإرهاب. ونظراً إلى درجة العنف يبدو ضرورياً وماساً حصول انتقال سياسي يجيز للشعب السوري أن يكون لديه حكومة تعبر عن تطلعاته العميقة». وأضاف «لا نعرف بعد الظروف الدقيقة لوقوع الانفجار. انه عمل في غاية الأهمية ويدل على مستوى العنف الذي وصلت إليه دمشق». وكان الناطق باسم الخارجية الفرنسية اعلن صباح امس أن باريس تعتبر أن تشبث الرئيس السوري بشار الأسد بالسلطة «غير مجد» ودعت آخر جهات داعمة للنظام السوري «إلى أن تنأى بنفسها عن القمع». وحذر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ من أن سورية تنزلق نحو مرحلة فوضى وانهيار ومن الضروري التوصل إلى موقف حازم في مجلس الأمن الدولي لتشكيل حكومة انتقالية. وصرح هيغ إلى الصحافيين خلال زيارة لليتوانيا «من الواضح أن الوضع يتدهور بسرعة» في سورية. وأضاف أن «حدة الاشتباكات تتكثف وهناك تقارير عن معارك تدور كل ليلة في دمشق والدليل على ذلك ارتفاع عدد اللاجئين» السوريين. وتابع «أن سورية مهددة بحالة من الفوضى والانهيار أسوأ من الوضع الذي كانت عليه في الأشهر الماضية». وأوضح «لهذا السبب من الملح ليس فقط إصدار قرار في مجلس الأمن بل قرار يفضي إلى حل للمشكلة للتقدم نحو عملية سياسية وتشكيل حكومة انتقالية في سورية». وفي برلين شددت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل على ضرورة استصدار قرار عاجل عن مجلس الأمن الدولي بعد التفجير. وقالت ميركل في مؤتمر صحافي مع رئيسة وزراء تايلاند ينغلوك شيناواترا «هذا يثبت أن تبني الأممالمتحدة قراراً جديداً ضرورة عاجلة». وأفادت ميركل بأنها «قرأت معلومات» حول الهجوم من دون تأكيد القتلى مباشرة في المؤتمر الصحافي في برلين. وقالت «أدعو جميع الأطراف في مجلس الأمن الدولي إلى الاتفاق على قرار مشترك». كما أدانت ايران التفجير الانتحاري، وقالت إن الدعم الخارجي «للأعمال الإرهابية» لن ينجح في زعزعة استقرار سورية. وقال بيان لوزارة الخارجية نشرته وكالة مهر للأنباء «أدانت الجمهورية الإسلامية الايرانية مرارا العنف واللجوء للإجراءات الهدامة وتعتقد أن السبيل الوحيد لحل الأزمة الحالية في سورية هو من خلال المحادثات». وأضاف «إرسال الأسلحة والذخيرة الى البلاد والدعم الذي تقدمه بعض الاطراف الإقليمية والدولية من خلال أعمال إرهابية تستهدف أمن الشعب السوري واستقراره الراسخ لن يؤديا الى شيء». وأضاف البيان «اي نوع من عدم الاستقرار في هذا البلد يمكن أن يذكي الاضطراب والأزمة في المنطقة ويؤدي الى عنف واضطراب أوسع نطاقا».