دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى نقل كامل للسلطة في سورية إلى حكومة انتقالية. وقال مسؤول أميركي في اسطنبول في ختام اجتماع دولي حول سورية ضم 16 دولة اقليمية واوروبية "لا يمكننا ان نخذل ثقة الشعب السوري الذي يريد تغييرا حقيقيا". وأضاف أن هيلاري أعلنت عن "عناصر ومبادىء اساسية نؤمن انها ستساعد استراتيجية الانتقال لما بعد (الرئيس السوري بشار) الأسد بما في ذلك النقل الكامل لسلطة الاسد". ومن بين العناصر الاخرى التي اعلنت عنها هيلاري "تشكيل حكومة انتقالية تمثيلية ومنفتحة على جميع التيارات تنظم انتخابات حرة ونزيهة ووقفا للنار تلتزم به جميع الاطراف وضمان المساواة بين جميع السوريين امام القانون". وشدّدت كلينتون على أنه في هذا الوقت تقوم دول من مجموعة "أصدقاء الشعب السوري" بدرس سبل تشديد العقوبات على النظام واضافة اجراءات جديدة تهدف الى تقليص اي دعم داخلي للاسد. واتفقت الدول التي تقدم مساعدة للمعارضة السورية أيضاً على الدعوة لاجتماع لخبرائها مع ممثلي المعارضة في اسطنبول في منتصف الشهر من اجل تنسيق المساعدة بشكل افضل. والتقى المشاركون لا سيما وزراء خارجية دول عربية وأوروبية في اسطنبول لبحث الوضع في ضوء اخر التقارير التي اشارت الى مجازر في سورية ومخاوف متزايدة من الانزلاق الى حرب اهلية. والاجتماع الذي استضافه وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ضم كبار المسؤولين من الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا واسبانيا وايطاليا والمملكة العربية السعودية والاردن ومصر والكويت والامارات وقطر وتونس والمغرب وتركيا. وبحث المشاركون الدعوات التي وجهتها بعض الدول للجوء الى الفصل السابع من ميثاق الاممالمتحدة الذي يجيز للدول الاعضاء "اتخاذ كل الاجراءات اللازمة" من اجل تطبيق قرارات محددة من مجلس الامن. ويمكن ان يستخدم في بعض الحالات للسماح بعمل عسكري. وقال المسؤول الاميركي الذي تحدث للصحافيين حول الاجتماع رافضاً الكشف عن اسمه ان "وزيرة الخارجية اوضحت بان الفصل السابع يبقى مطروحا على الطاولة للوقت المناسب". وقدم المسؤول عرض كلينتون على انه محاولة لرسم "رؤية مشتركة" يمكن ان توحد المجموعة الدولية حول التحرك بخصوص سورية في الفترة المقبلة. وقد عارضت روسيا والصين مشروعي قرار في مجلس الامن الدولي لادانة النظام السوري رغم التنديد المتزايد بسبب المجازر بحق المدنيين. وقال المسؤول الأميركي ان هيلاري ستوفد الى موسكو ممثلها الخاص حول سورية فريد هوف لكي يبحث الامر مع الروس. وكان زير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اقترح من بكين تنظيم مؤتمر دولي حول سورية يشمل ايران. وقالت هيلاري للصحافيين في باكو الاربعاء انها لن تتحدث حول مثل هذا المؤتمر الا بعد لقاءات اسطنبول واجتماعها مع عنان في واشنطن اليوم الجمعة. لكنها لم تبد حماسة ازاء اشراك ايران في المحادثات. وعكس وزيرا خارجية فرنسا وبريطانيا نفس الموقف. فقد اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان ايران لا يمكن "بأي شكل من الاشكال" ان تشارك في مؤتمر حول سورية. من جهته قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ للصحافيين "اعتقد ان ضم ايران الى اي من هذه الاجتماعات سيجعلها على الارجح غير فعالة". واضاف "انه بلد يدعم بعض اعمال العنف غير المقبولة ويدعم النظام السوري في ما يفعله بالشعب السوري وهذا الامر سيثير صعوبة كبيرة". في أوسلو، دعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس المجموعة الدولية الى بذل المزيد من الجهود لعزل النظام السوري غداة وقوع مجزرة القبير التي وصفها بانها "وحشية ومقززة". وقال كاميرون للصحافيين خلال زيارة قصيرة الى اوسلو "يجب ان نبذل المزيد من الجهود لعزل سورية". واضاف "اذا كانت هذه التقارير صحيحة، فسيكون ذلك هجوما وحشيا جديدا ومقززا، ويجب بصراحة على المجموعة الدولية ان تدين بشدة هذا النظام والرئيس الاسد على ما يفعله". وتابع كاميرون "يجب ان نبذل المزيد من الجهود لعزل سورية وعزل النظام ولممارسة ضغط ولكي نثبت ان العالم بأسره يريد رؤية انتقال سياسي بين هذا النظام غير الشرعي ونظام يهتم بشعبه".