حذر خبير تقني من تزايد عمليات «احتيال إلكتروني» يتعرض لها سعوديون عبر استخدام شخصيات معروفة، مبيناً أن قيام المحتالين بتطوير أساليب متقنة جعلت الكثيرين يقعون فريستها، خاصة مع إغراءات بأموال طائلة. وقال الخبير التقني المهندس أسامة السيف، في تصريح إلى «الحياة»: «أن عمليات الاحتيال الإلكتروني باتت تشمل معظم دول العالم، إلا أنها تستهدف المملكة والدول الخليجية بشكل خاص»، مبنياً أن «مصدر هذه العمليات غالباً ما يكون من الدول الأفريقية، فلم نسلم جميعاً من هذه الرسائل المزعجة، التي تحاول بشتى الطرق إيجاد ضحايا جدد، ينخدعون بوهم الثراء السريع، ويستخدمون في ذلك أساليب لا تخطر على بال أحد». وأوضح السيف، أنه تعرض إلى محاولة احتيال، قبل فترة زمنية، «تلقيت اتصالاً من مجهولين، أفادوا فيه بوجود مبلغ يتعدى 50 مليون دولار، ويريدون أن تكون في حسابي في السعودية، على أن يتم استقدام هذه العائلة التي تملك هذا المبلغ للعيش في السعودية، مقابل أن أحصل على نصف هذا المبلغ». وأقرّ بأنه تواصل معهم، «وطلبت منهم مقابلة أحد مندوبي الشركة في مدينة دبي، وبالفعل قاموا بترتيب لقاء لي مع أحد المندوبين، إلا أنني لم أذهب، واعتذرت لعدم ووجود تذاكر السفر، واقترحت بعدها أن يتم اللقاء في جنوب أفريقيا. وأخبرتهم أن الأمر يتطلب توجيه دعوة رسمية من قبل الشركة للحصول على التأشيرة، وبالفعل قاموا بتزويدي بدعوة رسمية مُصدّقة من قِبلهم، وتفاجأت بأنها من مكتب الشركة في مدينة جدة»، فاعتذرت لهم لاحقاً، واقترحتُ أن يكون التواصل في السعودية، «وبالفعل أعطوني رقم مندوبهم في مدينة جدة، الذي قام بمخاطبتي من هاتفه السعودي، وكان يتحدث اللغة الإنكليزية بطريقة مكسرة، وقام بتحديد موعد اللقاء في أحد فنادق جدة، لكنني كذلك لم أذهب، ليقيني التام أنها عمليات نصب واحتيال، ولكنني كنت أودّ معرفة إلى أي مدى وصلت هذه الشبكات في التحايل». وأبان أن لعمليات الاحتيال طرقاً عدة، منها «الحصول على صورة من جواز السفر، لفتح حسابات في مصارف أجنبية، والحصول على قروض وبطاقات ائتمان باسم الضحية، إضافة إلى استخدام هذا الحساب لتبييض الأموال، وإدارتها من قِبلهم»، مردفاً «يسعى هؤلاء إلى استدراج الضحية، ومحاولة الحصول على فدية من خلال خطفه. وقد يسعون إلى معرفة الحسابات المصرفية، وأرقامها، لاستغلالها بشتى الطرق». وأضاف السيف، أن «الاتصال يأتي عادة من مركز يحوي أشخاصاً عدة، إذ يحاولون الاتصال بأرقام دولية، لربط الضحية خلال دقيقتين بموضوع الاحتيال، أو إرسال رسائل للجوال، وعادة تحوي على الفوز بجائزة وطلب الاتصال بهم، وكذلك استخدامهم للطريقة الأرخص والأكثر شيوعاً هي رسائل بريدية متنوعة و الطلب بالرد العاجل». وحذّر من مغبة الوقوع في مثل هذه الرسائل الوهمية، داعياً إلى تجاهل مثل هذه الرسائل التي تصل عن طريق البريد إلكتروني. وكادت أفراح عبد المحسن، أن تقع «ضحية في هذا الفخ» بحسب تعبيرها، موضحة أنها تفاجأت برسائل عدة، تشير إلى فوزها بالاسم، و»الأدهى أن معظم هذه الرسائل كانت تحمل اسمي الشخصي الثلاثي كاملاً، وعندما تواصلت معهم لاستلام الجائزة، كما كنت أتوقع ذلك، اشترطوا إرسال مبلغ ألف دولار، لإتمام عملية التحويل، إذ سيتم اقتطاع المبلغ من الجائزة البالغة مليون دولار، فيما بعد». وتضيف أفراح، «بدأت أشك أنها عملية انتحال، بعد أن طلبوا مني معلومات شخصية دقيقة، وبعد أن تواصلت معهم عبر البريد لأكثر من 10 مرات، طلبوا مني رقم البطاقة الائتمانية، وصورة من جواز سفري، وكدت أفعل ذلك، لولا تنبيه إحدى الصديقات، التي وقعت في المطب نفسه، والخطوات ذاتها تقريباً، إذ قامت بتحويل مبلغ. ولكنها لم تحصل على أي شيء منهم».