أجرى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز محادثات في جدة أمس (الأربعاء) مع الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي الذي وصل إلى جدة في أول زيارة خارجية يقوم بها منذ تنصيبه رئيساً لبلاده. وكان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع في مقدم مستقبلي مرسي. وعلمت «الحياة» أن محادثات خادم الحرمين الشريفين مع الرئيس المصري تناولت العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها على مختلف الصعد. وتطرقت القمة السعودية - المصرية إلى بحث الأوضاع الإقليمية والدولية. وسيواصل مرسي زيارته للمملكة اليوم الخميس بلقاء مع الجالية المصرية، قبل أن يغادر عائداً إلى بلاده. ورجحت مصادر ديبلوماسية أن تكون محادثات جدة عرضت أمس الأوضاع المتأزمة في سورية، والملفين الإيراني والإسرائيلي في ضوء ما تشهده المنطقة من حراك. وأبدى معلَّقون في القاهرة والرياض ارتياحاً إلى «قمة جدة»، خصوصاً لجهة ترسيخ العلاقات الثنائية العريقة، والعمل على تطوير التعاون الاقتصادي، إذ إن المملكة تعد أكبر مستثمر عربي في مصر، بتقديرات تشير إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين يبلغ 5 بلايين دولار طبقاً لإحصاءات العام 2011. وأشاروا إلى أن نحو 1.5 مليون مصري يعملون في المملكة. وتوقعوا أن تصب محادثات «قمة جدة» لمصلحتهم. وشددوا على أهمية التفاهم والتنسيق بين البلدين، خصوصاً بعد خروج سورية من النظام الإقليمي العربي القديم، وعدم وضوح أي صورة لشكل الدولة العراقية في الفترة المقبلة. ورجحت مصادر ديبلوماسية أن مرسي ربما أبدى استعداداً للدفع باتجاه استعادة التضامن العربي لمواجهة الأخطار التي تهدد المنطقة. وأدى مرسي مناسك العمرة أمس. وأكد مراقبون أن الجانبين السعودي والمصري شددا على عمق علاقات بلديهما، وأكدا ضرورة التنسيق والتشاور بينهما حيال ما تشهده المنطقة من أحداث وتطورات، واتفقا على التمسك بالتزام كل منهما التاريخي تجاه قضية فلسطين وشعبها. وهذه هي أول زيارة خارجية يقوم بها مرسي منذ تنصيبه رئيساً في أعقاب الانتخابات الرئاسية التي أجريت في مصر أخيراً. وأجمع المراقبون على أن قراره أن تكون المملكة أول محطٍّ خارجي له، بعد مباشرته مهماته الرئاسية، يمثل تأكيداً للأهمية التي توليها مصر للسعودية ودورها الإقليمي والديني والاقتصادي.