واصل رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة، المرشح في مدينة صيدا إلى جانب وزيرة التربية بهية الحريري، لقاءاته مع الفاعليات الروحية للمدينة، فزار على التوالي مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان، وراعي أبرشية صيدا للموارنة المطران الياس نصار، وراعي أبرشية صيدا للروم الكاثوليك المطران ايلي حداد. وكانت زيارة المطرانية مناسبة للخروج منها الى شارع الشاكرية وهو من الأسواق الشعبية، ومصافحة المارة والتحدث معهم. ودعا السنيورة خلال لقاءاته، كل الصيداويين الى «المشاركة في عملية الاقتراع في 7 حزيران بحرية وديموقراطية». وقال: «نشجع تشكيل حكومات وحدة وطنية لكن هذا لا يعني أن تتضمن ما يسمى بالثلث المعطل لأن هذا يعطل مسار القرارات وعمل السلطة الإجرائية»، مشدداً على «أن الاحتكام في النهاية هو لنتائج الاقتراع ولما تقرره الصناديق». وجدد السنيورة تاكيده أن «المنصب النيابي هو مسؤولية تمليها ثقة الناس والمجتمع الذي يمثله، وان لصيدا قضايا اساسية علينا أن نتابعها وتحتاج لأن ينقل الصوت الصيداوي ماذا يريد الصيداويون على الصعيد الوطني والقومي والداخلي والتنموي، وهذا يقتضي الكثير من التواصل والحوار مع الناس وحمل قضايا المدينة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والانمائية». وأضاف السنيورة: «عانينا من وجود الفُرقة على صعيد مستوى التمثيل، ومن وجود تضارب في موقع القرار الانمائي للمدينة»، مشدداً على «أهمية أن يقوم كل انسان بواجبه في اختيار ممثليه». وقيل للسنيورة: «يبدو ان بعض الشارع الصيداوي عاتب على الرئيس فؤاد السنيورة الذي غاب عن هذه المنطقة لفترة طويلة فهم يقولون انه لم يتذكرنا الا الآن عندما حان موعد الانتخابات فماذا ترد على هذا الموضوع؟»، فأجاب سائلاً: «هل أنا كنت أعيش في آلاسكا؟ كنت في بيروت وآتي الى مدينة صيدا، ولكن في موقع المسؤولية الذي كان لا سيما خلال السنوات الأربع الماضية، في منتهى الدقة ومنتهى الحساسية والمخاطر، ولذلك اذا لم آت كثيراً مادياً الى صيدا هذا لا يعني ان صيدا كانت غائبة عني... انا اهلي لا يزالون في صيدا وبيتنا لا يزال في صيدا فبالتالي هذا الكلام يعرف الذي يقوله انه غير صحيح». ورفض السنيورة التعليق على انسحاب الوزير نسيب لحود والتغير في مواقف النائب وليد جنبلاط. وهل تتوقعون الفوز بالأكثرية؟ أجاب: «هذا الموضوع ملك صندوق الاقتراع، والصندوق يوم 7 حزيران (يونيو) وهذا ملك اللبنانيين وأنا أطمح لأن يمحضني أهل مدينتي هذه الثقة وهذه المسؤولية، ولكن هذا الموضوع هو ملكهم ولا أستطيع أن أتنبأ ولا أن اقول عن اي أمر من هذا الموضوع، هذا ملكهم وأنا أرفع رأسي برأيهم كيفما كان». وكان السنيورة والحريري التقيا مساء أول من أمس في مجدليون، وفداً من عائلات المدينة تخللته حوارات واسئلة من الحضور. وخاطبت الحريري الحاضرين قائلة: «ليس من حقنا أن نصادر حقكم في الاقتراع والاختيار وبألا تقولوا كلمتكم في السابع من حزيران. نحن اخترنا بناء لمشاورات متعددة معكم أن يجري الاقتراع لمشروع الرئيس رفيق الحريري، الذي هو مشروع الاستقرار والنهوض بلبنان، وصيدا هي جزء أساسي من هذا البلد». ثم تحدث السنيورة باسهاب عن المرحلة السابقة التي رافق فيها الرئيس الحريري وصولاً إلى استشهاده وما تلاه، موضحاً إنه لم يكن يفكر بأن يتولى مسؤولية رئاسة الحكومة لكن الظروف فرضت ذلك عليه، وكذلك «لم يكن ذلك ببالي على الاطلاق أن اترشح للنيابة، ليس تعففاً، لكن اصدقاء كثيرين وزملاء ومن كانوا معي في المدرسة ومن الأصدقاء وأيضاً الأخ سعد (الحريري) والسيدة بهية وكل الناس كانوا يلحون على هذا الأمر وأن هناك قضية، وقضية بدأناها وعلينا أن نتابعها». وفي الاطار الانتخابي، استكمل منسق الامانة العامة في قوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد جولاته على القيادات في «14 آذار» وزار مقار «القوات اللبنانية» و «الوطنيين الاحرار» و «الكتائب» و «الكتلة الوطنية» في جبيل، يشاركه كارلوس اده. وأعلن سعيد «استمكال الخطوات التحضيرية لخوض المعركة الانتخابية عبر دمج الماكينات الانتخابية للاحزاب والشخصيات المنضوية في قوى 14 آذار»، مشيراً الى أن «هناك فريقاً من اللبنانيين متهم بتهديد امن احد الانظمة العربية وهذا الامر بالغ الخطورة اذ يعرض لبنان الى مزيد من الضغوط العربية والدولية»، مشدداً على ان «فريقه لا يريد العداء لهذا الفريق وليس ضده بشكل غرائزي او طائفي، فهو في خصومة سياسية معه لأنه يعطل قيام الدولة في لبنان في حين ان ضمانة اللبنانيين وبخاصة المسيحيين هي بقيام الدولة وليس من خلال ورقة تفاهم مع هذا الحزب او ذاك». وأكد: «اننا قادرون على الفوز بالمعركة لأن فريق 14 آذار هو الاقوى في هذه المنطقة». الى ذلك، اعتبر النائب السابق محمد عبدالحميد بيضون ان الثلث المعطل «بدعة تم اختراعها تحت عنوان سلاح المقاومة وحمايته وتحولت الى حماية مصالح شخصية، كما حصل مع موازنة مجلس الجنوب والتعيينات». وقال في حديث الى «اخبار المستقبل» أمس: «اتفاق الطائف اعطاهم مكتسبات يشعرون اليوم بأنها قليلة، ويريدون العودة الى فكرة المجلس الرئاسي بالسلاح ايضاً»، مؤكداً أن «تخريب الدستور بهذا الشكل غير مقبول وخصوصاً من رئيس مؤسسة دستورية». وأضاف بيضون: «رئيس الجمهورية ليس لديه الثلث المعطل، كيف نعطي لرئيس حزب او كتلة حق أن يعطل صلاحيات رئيس الجمهورية لأنه يقدر أن يعطل القرار بينما رئيس الجمهورية فقط يمكنه ان يطلب اعادة النظر فيه».