حض المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو المسؤولين الإيرانيين في طهران أمس، على توضيح «أبعاد عسكرية محتملة» للبرنامج النووي الإيراني، كما ناقش قضية امتلاك طهران «صواعق تفجير»، فيما كرّر الرئيس روحاني رفض بلاده التفاوض على برنامجها الصاروخي. والتقى أمانو روحاني ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ورئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي. وتأتي زيارته فيما يُفترض أن تردّ إيران بحلول الاثنين المقبل على أسئلة للوكالة تتعلق بأبعاد عسكرية محتملة لبرنامجها النووي. وكانت الوكالة أعلنت في أيار (مايو) الماضي أن طهران قدّمت للمرة الأولى منذ عام 2008، معلومات في شأن تجارب على صواعق تفجير. وأفادت الوكالة في بيان بأن أمانو وصف محادثاته في طهران بأنها «مفيدة»، مضيفاً: «سعدت جداً بأن أسمع من أعلى المستويات، التزاماً راسخاً بتنفيذ إطار التعاون وتسوية كل القضايا الحالية والسابقة، عبر الحوار والتعاون مع الوكالة الذرية». ونقل الموقع الإلكتروني للرئاسة الإيرانية عن أمانو قوله لروحاني: «مُذ توليت مسؤولياتي، بذلت قصارى جهدي للعمل العادل، وأهتم بتطبيق القوانين إزاء كل الدول». وأشاد ب «استعداد إيران لإبداء شفافية أفضل في شأن برنامجها النووي»، لافتاً إلى أن الوكالة «ليست مرتاحة لإطالة فترة المحادثات النووية». وأعرب عن «أمله بتسوية القضايا في مهلة زمنية معقولة». أما روحاني فدعا الوكالة إلى أن «تؤدي دوراً أكثر تأثيراً في تسوية الملف النووي الإيراني»، معرباً عن أمله ب «توضيح نقاط مبهمة وغير حقيقية في شأن النشاطات النووية الإيرانية، لكي تبقى الوكالة منظمة غير متحيّزة في الاعتراف بحق الدول في استخدام الطاقة النووية السلمية». وأكد أن طهران «لا تريد شيئاً اكثر من حقوقها، وبينها تخصيب اليورانيوم لأهداف سلمية»، وزاد: «نقبل فقط بالإشراف القانوني للوكالة الذرية في إطار معاهدة حظر الانتشار النووي وقواعد الأمان، وأي إشراف غير قانوني يُعتبر بدعة تضرّ بكل الدول النامية». وقال روحاني: «في حال وجود إرادة جدية لتسوية الملف، يمكن التوصل إلى نتيجة نهائية مع الوكالة في غضون أقل من عام، وإيران مصممة على التوصل إلى نتيجة في أسرع وقت». وذكّر برفض بلاده «التفاوض في أي شكل وتحت أي ذريعة على برنامجها الصاروخي». أما ظريف فأشار إلى «تصميم إيران على التعاون مع الوكالة الذرية في الملف النووي، كونها المؤسسة الوحيدة ذات أهلية دولية في هذا الشأن». وذكرت مصادر إيرانية مواكبة لزيارة أمانو أن الأخير طالب المسؤولين الإيرانيين بالإجابة عن الأسئلة المتعلقة ب «أبعاد عسكرية محتملة» للبرنامج النووي الإيراني. واستغربت اعتماد أمانو على معلومات لا تستند إلى تقارير فرق التفتيش التابعة للوكالة الذرية، بل على تقارير استخباراتية «مفبركة». وما زالت إيران تصرّ على تسليمها وثائق تعتمدها الوكالة، من اجل السماح لمفتشيها بدخول مجمّع بارشين العسكري قرب طهران، إذا تعتقد بأن تقارير الوكالة في شأن المجمّع مستقاة من أجهزة الاستخبارات الأميركية. إلى ذلك، أعلن صالحي أن محادثاته مع أمانو تركّزت على «صواعق التفجير»، معرباً عن ارتياحه ل «الأجوبة التي سمعها» مدير الوكالة الذرية من «الفنيين الإيرانيين في شأنها».