أكدت ايران مجددا امس رغبتها في التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لضمان شفافية برنامجها النووي، وذلك خلال زيارة للمدير العام لهذه الهيئة التابعة للامم المتحدة يوكيا امانو. والوكالة التابعة للامم المتحدة وتتخذ من فيينا مقرا لها، مكلفة التحقق من احترام ايران لتجميد نشاطاتها النووية الحساسة بموجب الاتفاق الذي توصلت اليه مع القوى الكبرى. واتفقت ايران ومجموعة خمسة زائد واحد (الولاياتالمتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين والمانيا) في 19 يوليو في فيينا على مهلة اربعة اشهر اضافية حتى 24 نوفمبر من اجل التوصل الى اتفاق نهائي من شأنه ان يضمن الطابع السلمي لبرنامج ايران النووي مقابل رفع العقوبات الدولية. واعلن مصدر رسمي ان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية وصل امس الى طهران «للدفع باتجاه تقدم الحوار والتعاون» مع ايران بشأن برنامجها النووي المثير للجدل. وقالت وكالة الانباء الايرانية الرسمية إن امانو التقى صباح امس وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ثم الرئيس حسن روحاني. ويفترض ان يجري محادثات مع رئيس المنظمة الايرانية للطاقة الذرية علي اكبر صالحي ايضا. ونقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية عن ظريف تأكيده على «تصميم جمهورية ايران الاسلامية على التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الموضوع النووي». وكان امانو رحب في يونيو الماضي بجهود الشفافية التي تبذلها ايران «والحوار الجوهري» الذي بدأ مع الوكالة. وكان امانو زار ايران في نوفمبر 2013 عندما بدأت الوكالة مفاوضات منفصلة تهدف الى الحصول على أجوبة بشأن أدلة «تتمتع بالمصداقية» كما تقول الوكالة، تثبت أن ايران اجرت ابحاثا لانتاج قنبلة نووية في 2003 وربما بعد هذا التاريخ. وتنفي ايران بشكل قاطع ان تكون بذلت اي جهد في هذا الاتجاه. لكن في 23 مايو قالت الوكالة الدولية ان طهران قدمت للمرة الاولى منذ 2008 معلومات عن بعد عسكري محتمل لبرنامجها وخصوصا بشأن تجارب على صواعق. وتأتي زيارة امانو فيما يفترض ان ترد ايران بحلول الاثنين 25 اغسطس على اسئلة للوكالة الدولية تتعلق بابحاث اجرتها حتى 2003 وربما بعدها في المجال النووي العسكري. وخلال لقائه مع الرئيس روحاني، اعرب رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن امله «في ان يستمر هذا التعاون بروح تتسم بمزيد من الايجابية». واضاف ان «هدف الوكالة هو التقدم خطوة خطوة لتسوية المسائل العالقة ولا تريد ان تطول هذه العملية». وكرر روحاني القول ان «اسلحة الدمار الشامل لا مكان لها في العقيدة الدفاعية» لايران. وتمنى ان تضطلع الوكالة الدولية للطاقة الذرية «بدور اكبر» لتأكيد شفافية البرنامج النووي الايراني. وفي ما يتعلق بالمناقشات مع القوى العظمى، اعرب الرئيس الايراني عن امله في ان تتصرف مجموعة 5+1 «بطريقة تعطي الشعب ومجلس الشورى الايراني الثقة الضرورية لمتابعة المناقشات».