تراجع الإنتاج الزراعي في المغرب تحت تأثير التغيرات المناخية التي قلّصت المحصول من الحبوب الرئيسة إلى نصف حجمها المعتاد، في وقت يُواجه الاقتصاد المغربي تراجعاً في النمو وارتفاعاً في عجز الموازنة والميزان التجاري وتقلصاً في الإيرادات الخارجية. وأعلنت وزارة الزراعة والصيد البحري أن المحصول الزراعي من القمح بلغ 5.1 مليون طن في الموسم الحالي، بانخفاض نحو 40 في المئة عن متوسط حصاد الموسم الماضي، بسبب ضعف التساقطات المطرية خلال فصل الشتاء وموجة الصقيع التي ضربت سفوح الجبال وارتفاع درجة الحرارة في السهول. واعتبرت الوزارة أن المحصول جاء أفضل من التوقعات التي كانت ترجّح بلوغه أربعة ملايين طن من القمح فقط. وكان الإنتاج المغربي من الحبوب الرئيسة يزيد عن 10 ملايين طن سنوياً في السنوات السابقة. وربطت الوزارة بين ضعف الموارد المائية وتقلّص الإنتاج، وهي معادلة دأب عليها المغرب منذ عقود بسبب اعتماده على المتساقطات المطرية في الإنتاج الزراعي الذي يمثل 16 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، ويعمل فيه ثلث السكان. ورصدت الحكومة نحو 1.6 بليون درهم مغربي (200 مليون دولار) لتخفيف عبء الديون على المزارعين المتضررين من الجفاف. ويتوقع أن تزيد الرباط مشترياتها من القمح خلال العام الحالي، لتدارك النقص في الإنتاج. وقدرت مشتريات العام الماضي بنحو 11 بليون درهم، وعمدت الحكومة إلى وقف العمل بالرسوم الجمركية على واردات القمح والذرة والشعير في الثلث الأول من العام، لتغطية الحاجيات وتكوين احتياط استراتيجي، استعداداً لرمضان المبارك.