رأى الخبير في شؤون الإدارة محمد العمودي في حديثه إلى «الحياة» أن أهم أسباب تنامي ظاهرة ما يسمى ب «صراعات العمل» عدم وجود نظام عادل للأجور والحوافز والترقية، إضافة إلى الاختلاف بين الأفراد في النوع والسن والقيم وطبيعة بعض الأشخاص ذوي النزاعات العدوانية وغير العدوانية والرغبة في فرض السيطرة والتأثير على الآخرين و محاولة الترقي وتحقيق التقدم الوظيفي على حساب الآخرين، إضافة إلى التفسيرات الخاطئة لأسباب سلوك الآخرين واعتقاد البعض أن وجهة نظره موضوعية ووجهة نظر الآخرين متحيزة. وقال العمودي إن مفهوم الصراع يتمثل في الاختلافات التي تحدث بين الأفراد داخل موقع العمل، إضافة إلى قيام أحد الأطراف بوضع عراقيل بشكل متعمد أمام الطرف الآخر حتى يصيبه بالإحباط مما يجعله عاجزاً عن تحقيق أهدافه أو مصالحه. وأوضح أنه توجد نظريتان للصراعات الإدارية فهناك الفكر الإداري التقليدي يرى أن الصراع شيء غريب لا يصح أن يحدث، وأنه يمكن تجنبه، وأنه يحدث غالباً بواسطة الأشخاص مثيري المتاعب، ولذا يجب أن تلعب السلطة دوراً فعالاً لمنع حدوث الصراع، وأن له آثاراً سلبية على الفرد والمنظمة. وأضاف «بينما ترى النظرية الثانية المتمثلة في الفكر الإداري الحديث أن الصراع شيء طبيعي، بل ظاهرة صحية مطلوبة، وأنه قدر محتوم لا يمكن تجنبه، وأنه انعكاس طبيعي للتجديد والتطوير». وشدد على ضرورة مواجهة هذا السلوك داخل العمل من خلال التركيز على إيجاد تنظيم جيد وفعال لكل منشأة حتى يتم تجنب حدوث صدامات بين الموظفين تنشأ عنها صراعات إدارية، إضافة إلى تطبيق استراتيجية للترفيه تتناسب مع ظروف المنشأة والعاملين بها والابتعاد ما أمكن عن التحيز والمحاباة، وتطبيق اللامركزية ما أمكن ذلك والتي تعطي الأفراد مزيداً من الاستقلالية تساعدهم على ممارسة أعمالهم بروح طيبة، الأمر الذي يقلل من نسبة الصراعات الإدارية بينهم. وأفاد بأنه إذا كان التنظيم جيداً وفعالاً فيجب توجيه جميع أفراد المنشأة بالالتزام بتطبيق القواعد والسياسات داخل نطاق العمل حتى لا تحدث احتكاكات بين الموظفين تكون سبباً في نشوء صراعات إدارية بينهم. وأكد أن من الاستراتيجيات التي تساعد على وضع الحلول محاولة معرفة أسباب الصراع والعمل على تخفيفه، واستخدام أسلوب الإدارة في العلاقات الإنسانية بدلاً من استخدام النهج البيروقراطي، ومحاولة تعديل وتغيير السياسات الداخلية، وتشكيل فرق دائمة تعمل على تشجيع روح عمل الفريق، وتدخل الرئيس الأعلى بصورة مباشرة. وأشار إلى أن السلبية المترتبة على وجود صراعات العمل هي تخفض الرضا الوظيفي للعاملين، وانعدام التعاون بين الأفراد والجماعات، وتبديد الموارد والإمكانات المتاحة، وزيادة معدلات الغياب ودوران العمل، وخفض مستوى الإنتاجية، وعدم إحداث التغيير المستهدف، وغياب تشجيع المنافسة الإيجابية والإبداع والابتكار، وانعدام الأفكار والحماس الفكري.