تتجه العلاقات بين الخرطوموجوبا الى انفراج، عقب اعلان فريقيهما المتفاوضين خلال محادثات في أديس أبابا لتفاهم في شأن تجديد وقف العدائيات وعدم اللجوء الى القوة، وخريطة لتسوية القضايا العالقة حزمة واحدة. كما وجّه الرئيس الجنوبي سلفاكير ميارديت دعوة رسمية الى نظيره الشمالي عمر البشير للمشاركة في احتفال مرور عام على استقلال بلاده غداً، والذي دعا اليه ايضاً رؤساء كينيا وأوغندا وإثيوبيا وإريتريا. وينتظر أن يلتقي الرئيسان على هامش القمة الأفريقية الأسبوع المقبل. لكن الأمين العام لحكومة جنوب السودان أبدون أقاو ذكر ان جوبا لم تتلق رداً حتى الآن من الخرطوم في شأن الدعوة. لكن وزير الإعلام في حكومة جوبا برنابا مريال صرح بأن من المؤكد أن يلتقي سلفاكير والبشير في محادثات رسمية على هامش قمة الاتحاد الأفريقي المقرر في أديس أبابا. وتوصل وفدا السودان وجنوب السودان الى اتفاق حول اطار تفاوضي عام. وابلغ رئيس اللجنة العسكرية الامنية السياسية المشتركة من جانب السودان وزير الدفاع الفريق عبدالرحيم محمد حسين وكبير مفاوضي دولة جنوب السودان باقان اموم، الوسيط الافريقي ثابو مبيكي بنتائج محادثاتهما المباشرة، اذ أقرا استئناف التفاوض في الملفات العالقة بين الدولتين حزمة واحدة. ويشمل الاطار الذي اتفق عليه فتح التفاوض مع «الحركة الشعبية - الشمال» لتسوية النزاع في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق، بجانب تحديد جدول زمني للمحادثات خلال فترة ثلاثة اسابيع اعتباراً من الخميس المقبل، اضافة الى الموافقة على الخريطة التي طرحها مبيكي لرسم المنطقة العازلة على حدود الدولتين مع ادراج تحفظ كل طرف عليها. وتوقعت مصادر قريبة من المحادثات ان الاطار الذي اتفق عليه الطرفان يمكن ان يعجل بتسوية القضايا العالقة قبل انقضاء المهلة التي حددها مجلس الامن في 2 آب (أغسطس) المقبل. وأعلن حسين وأموم في مؤتمر صحافي في أديس ابابا أمس في حضور مبيكي، انهما اتفقا على مبادىء عامة تحكم العلاقات المستقبلية بين دولتي السودان، وجددا التزامهما وقف العدائيات وعدم اللجوء الى القوة لحل خلافاتهما وتحسين علاقاتهما وبناء مصالح مشتركة. أما مبيكي فقال ان كل الملفات العالقة ستناقش حزمة واحدة عبر لجان مختلفة، معرباً عن امله في توقيع اتفاق عليها بعد ثلاثة اسابيع من معاودة المحادثات بين الجانبين الخميس المقبل. الى ذلك كشف الرئيس المشترك للجنة المشتركة لمنطقة ابيي من جانب السودان الخير الفهيم المكي، ان السودان وجنوب السودان اتفقا على مسودة تفاهم خاصة بعمل لجنة المراقبة العسكرية المشتركة، بينما تم ارجاء المسائل الانسانية المشتركة والشرطة المدنية والنفط الى الاجتماع المقبل في الخامس من آب المقبل . من جهة اخرى قال الجيش السوداني أمس إن متمردين قتلوا الجمعة مسؤولا كبيرا وسبعة أشخاص آخرين في ولاية جنوب كردفان. وذكر في بيان إن رئيس المجلس التشريعي في ولاية جنوب كردفان ابراهيم بلندية وسبعة من مرافقيه تعرضوا الى مكمن بين قريتين في المنطقة، موضحاً أن مسؤولا حكوميا آخر وثلاثة سائقين ومصورا بين القتلى في الهجوم. وحمّل مسؤولية الحادث الى بقايا «الجيش الشعبي» من متمردي «الحركة الشعبية - الشمال». لكن الناطق باسم «الحركة الشعبية - الشمال» ارنو نقوتلو لودى نفى علاقة الحركة بالحادث، مشيراً الى ان «ربما الخلافات الداخلية لحزب المؤتمر الوطني الحاكم هي الدافع وراء تصفية قيادات من ابناء جبال النوبة في داخل هذا النظام».