اقتحم الإيطالي ماريو بالوتيلي عالم المشاهير أصحاب الحضور المختلف و«الكاريزما» الخاصة، وأسهمت «يورو2012» في توسيع دائرة الضوء تجاه اللاعب «ذي الأصول الغانية» بشكل كبير، حينما أضحى من يلقب ب«سوبر ماريو» أحد أهم أيقونات البطولة وأكثر لاعبيها ال368 حضوراً ومشاكسة، وبات التركيز حول تصرفاته أمراً واضحاً من خلال اهتمام وسائل الإعلام كافة بما قد يفعله «الرجل المتهور» وصاحب أكثر التصريحات غرابة وصداماً مع الجماهير. لم يقتصر الأمر على ما قد يصرح به بالوتيلي أو يفعله بل تجاوزها الأمر إلى تعامل الجماهير مع تصرفاته من منطلق «فكاهي» إذ تناثر الصور المنشورة حول «بالو» والتي تتسم بطابع «الكوميديا» والتعليقات الطريفة، إضافة إلى الرسومات الساخرة التي تعاملت مع فرحته بعد إحراز الأهداف. عُرف عن المهاجم المتألق أنه سريع الغضب منذ بزوغ نجمه مع مواطنه إنتر ميلان ومن أشهر الحوادث التي ارتبطت به قيامه برمي قميص «الإنتر» في أرض ملعب «السان سيرو» وأمام 80 ألف متفرج، وهو ما آثار حفيظة الحضور إذ كانوا يرون أن بالوتيلي لا يحترم الفريق ولا شعاره ولا جماهيره ولا حتى جهازه الفني الذي كان يقوده حينها مورينيو، اللاعب برر فعلته بفقدانه أعصابه لنزوله لأرض الملعب كبديل عند الدقيقة ال89 وهو لا يطمح أن تكون الفرصة المتاحة له مجرد دقيقة واحدة، وتأصلت مقولة «بالوتيلي العصبي» بعد انتقاله إلى مانشستر سيتي الإنكليزي إذ واصل مشاكساته هناك، وعندما بلغ به الغضب مبلغه كشف «سوبر ماريو» عن قميصه الداخلي عند تسجيله هدفاً في «دربي» مانشستر أمام «اليونايتد» كتب عليه: «لماذا أنا دائماً؟» في إشارة منه إلى ربط المشكلات في النادي به ونسبها إليه. صاحب قصة الشعر الأكثر لفتاً للأنظار في «يورو2012» انتهج المنهج ذاته في البطولة المذكورة، وعند وصول منتخبه إلى نصف النهائي عبّر عن فرحه بتسجيله الهدف الثاني لمنتخبه والثالث له في البطولة بطريقه ارتسمت خلالها حالته العصبية «كما جرت العادة» عند تسجيله الأهداف فهو يمتنع عن الابتسامة غالباً بعد التسجيل، على عكس غالبية اللاعبين في العالم، أمام ألمانيا بلغ عضب بالوتيلي عند التهديف أوجه وخلع القميص واستعرض عضلاته «كما يفعل المصارعين» معبراً عن قوته بعد تسديدة الصاروخية التي كادت تمزق شباك نوير، ولكن العرض الذي قدمه «بالو» في احتفاليته التي تحولت إلى فئة «شهيرة» لم تمر مرور الكرام على الجماهير، إذ حققت الصورة معدلات عاليه جداً من التحريف الطريف من المصممين من عشاق المستديرة، فأحدهم وضعه يدفع عربة الأطفال، وآخر جعل منه محارباً يحمل قاذفة، وهناك من حوّله إلى لاعب متحمس في لعبة «البلاي ستيشن»، بل ووصل الأمر إلى من وضعه يرتدي الزي الخليجي، أيضاً من صنع منه مصارعاً ينال من نظيره بالكرسي، ولم يسلم حتى من جعله يحمل حقيبة سفر في كل من يديه، ولإيصال معاني القوة في وقوف بالوتيلي جرّب أحدهم أن يضع الفرنسي زيدان وهو ينطحه من دون فائدة، وسار آخر على النهج ذاته واضعاً الهولندي دي يونغ يحاول إيقاع «سوبر ماريو» من دون جدوى، كما أن مصمم جعل منه الرجل الخفاش «بات مان».