لا يعد الجهد الكبير الذي بذله ماريو بالوتيلي في وصول منتخب بلاده إلى نهائي كأس الأمم الأوروبية أمراً جديداً عليه، إذ أسهم قبل موسمين في معانقة فريقه السابق انتر ميلان الإيطالي لذهب دوري أبطال أوروبا، والذي كان غائباً عنه لأكثر من 40 عاماً، بالوتيلي قدم أداء مبهراً وقوياً مع «النيرازوري»، وتوج معه بالبطولة القارية، وبمساهمته الفاعلة أيضاً مع فريقه الحالي مانشستر سيتي، الذي عانى لأكثر من 50 عاماً، وهو يبحث عن لقب الدوري الإنكليزي ونجح في الحصول عليه، وبالوتيلي يقدم عطاءات مميزة كانت أحد أسباب عدة في تتويجه. ها هو يثبت مجدداً أنه ورقة ذهبية تظهر في الأوقات العصيبة، فبعد أن قاد أنديته لأثمن الألقاب، يقوم بالعمل ذاته على صعيد المنتخب ويقود بلاده لأجمل اللحظات، ويصل إلى نهائي كأس الأمم الأوروبية بفضل تألقه اللافت، على رغم الانتقادات اللاذعة التي وجهت له في بداية البطولة. وحتى هذه اللحظة يشارك بالوتيلي كلاً من البرتغالي كريستيانو رونالدو، والألماني غوميز في صدارة هدافين البطولة ب3 أهداف، وهو مؤهل لزيادة عدد أهدافه في المباراة النهائية، التي ستجمع ايطاليا أمام المنتخب الإسباني غداً (الأحد). عناق والدتي بعد المباراة... اللحظة الأجمل وآرسو - أ ف ب - صرّح المهاجم الإيطالي ماريو بالوتيلي أنه اختبر«الشعور الأقوى مع المنتخب الوطني، وأجمل مباراة خضتها معه»، لتسجيله هدفي المباراة نصف النهائية التي فازت فيها ألمانيا على إيطاليا (2-1)، وتأهلت إلى نهائي كأس أوروبا 2012 لكرة القدم ضد إسبانيا الأحد. وقال بالوتيلي: «بالنسبة إلى الهدف الأول، أظهرت بهجتي لأن زملائي في الفريق طلبوا مني ذلك، أما رد فعله بعد الهدف الثاني فلا حاجة للشرح، بإمكانكم أن تروا»، إذ خلع اللاعب قميصه وتطلع إلى الجمهور بنظرة حادة بعد هدف ثانٍ أظهر فيه قوته، ومنح بلاده التقدم (2-0). وقال اللاعب البالغ من العمر 21 عاماً: «كانت والدتي حاضرة في الملعب، ووالدي يشاهد المباراة أمام التلفزيون، سجّلتُ هدفين أمام والدتي، وأريد أن أسجل أربعة لوالدي في المباراة النهائية في كييف! اللحظة المفضلة بالنسبة إليّ، كانت عندما قبلتني والدتي بعد المباراة». أضاف بالوتيلي الذي سجّل ثلاثة أهداف حتى الآن في البطولة الأوروبية: «أنا سعيد جداً، وأتمنى أن أكون أكثر سعادة، آمل في أن أسجل، لكنني لا أفكر في طريقة احتفالية معينة إذا فزنا في المباراة وسجلت، سيكون الأمر رائعاً، وإذا فزنا في المباراة ولم أسجل، سيكون الأمر رائعاً بالقدر نفسه». وذكر بأن وصول إيطاليا إلى المباراة النهائية «يعني أننا أحد المنتخبين الأفضل في البطولة، وعلينا أن نلعب من أجل الفوز، نحن المنتخب الوحيد الذي سجّل هدفاً ضد إسبانيا» في المباراة التي جمعتهما في المجموعة الثالثة من الدور الأول، وانتهت بالتعادل (1-1). وتجمع المباراة النهائية التي تُقام الأحد في كييف بين إيطاليا وحاملة اللقب إسبانيا، والتي تأهلت إلى النهائي بعد فوزها الأربعاء على البرتغال بركلات الترجيح (4-2). الصحافة الإيطالية تحتفي ب "سوبر ماريو" روما - أ ف ب - احتفلت الصحافة الإيطالية بفوز «الأزوري» على ألمانيا (2-1) في نصف نهائي كأس أوروبا 2012 لكرة القدم، واعتبرت أن هدفي المهاجم ماريو بالوتيلي «كانا من خارج هذه الأرض». وكتبت صحيفة «كورييري ديلو سبورت»: «إيطاليا كبيرة، وبالوتيلي هزم ألمانيا ورفع إيطاليا»، مذكرة بأن ألمانيا «كانت المرشحة» للفوز بالبطولة. وكتبت «لا غازيتا ديللو سبورت»: «إيطاليا كبرى في النهائي»، متحدثة عن أداء مدهش ل«الأزوري»، «وثنائية رائعة لبالوتيلي». وأضافت: «هزمت إيطاليا ألمانيا مرة جديدة، وهذه المرة 2-1 في وارسو مع ثنائية لبالوتيلي العملاق أخيراً». كما أشادت الصحيفة بصانع ألعاب المنتخب الإيطالي آندريا بيرلو «الذي أدار العمليات، وكان كالعادة نقطة القوة في المنتخب». وصنفت «لا ريبوبليكا» المباراة بأنها «تحفة»، ولا سيما «الشوط الأول المثالي، الذي أثبت أن كل من اعتبر بالوتيلي غير قادر على أداء دور رأس الحربة، أو أن المدرب تشيزاري برانديلي يواجه مشكلات، كان على خطأ».