أعلن الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية طالب الرفاعي في تصريح إلى «الحياة»، أن السياحة هي نفط العرب الذي لا ينضب. وكان يتحدث في مؤتمر صحافي عقده في المنامة نهاية الأسبوع، مع وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة ضمن استعدادات المنامة لإعلانها عاصمة للسياحة العربية 2013. وأشارت الشيخة مي إلى أهمية السياحة في تقديم صورة حقيقية عن الدول وتاريخها وحضارتها، وبالتالي وضعها على الخريطة العالمية والترويج لها كما يجب. ويؤدي ذلك لاستقطاب السياح وتنمية الاقتصاد وتثبيت علاقة وثيقة بين الثقافة والسياحة. وتزامنت زيارة الرفاعي البحرين مع تسجيل «طريق اللؤلؤ» على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي كموقع ثانٍ في المملكة يضاف إلى قلعة البحرين. وعرض الأمين العام لثلاث قضايا، أولاها أن منظمة السياحة العالمية في إسبانيا هي إحدى 14 منظمة مختصة تابعة للأمم المتحدة. ويستثني تخصصها اشتراط وجود مقرها في نيويورك. وأنها تعمل على تطوير سياحة مستدامة، تثري الثقافة وتطورها وتحمي البيئة. وأشار ثانياً إلى تزايد قياسي للسياح العالميين الذين بلغ عددهم 982 مليوناً عام 2011 بزيادة 4.6 في المئة، ويتوقع تزايدهم عام 2012 إلى بليون سائح. ويشير الأمر الثالث إلى أن حجم الإنفاق على السياحة تجاوز عام 2011 تريليون دولار للمرة الأولى، إضافة إلى الإنفاق على الطيران (1.2 تريليون دولار بنهاية العام الحالي). وتتوقع منظمة السياحة العالمية أن ينمو الإنفاق بنسبة 3 إلى 4 في المئة عام 2012. ويدعم ذلك نتائج جيدة للأشهر الأربعة الأولى منه بلغت 5.4 في المئة وسط مواجهة اضطراب اقتصادي عالمي متزايد. ويقود هذا النمو، مناطق آسيا والمحيط الهادئ وأفريقيا، تليهم الأميركيتان وأوروبا. ويشهد الشرق الأوسط إشارات نمو واضحة تتجاوز الواحد في المئة. وتنتصب خمسة تحديات في مواجهة ذلك، فسوق المصدر الأوروبي في كساد وتقلب متزايد، وتتزايد القيود على التمويل والائتمان، وتتراجع مستويات ثقة المستهلكين أفراداً ومؤسسات أعمال، وأخيراً تتزايد البطالة والضغوط المالية، بخاصة في قطاعات السفر والسياحة. وإذا صحت توقعات زيادة عدد السياح إلى بليون شخص في كانون الأول (ديسمبر) 2012، فإن ذلك يعني نمو الاقتصاد، أي الناتج الإجمالي المحلي بنسبة 5 في المئة، والوظائف (1 من بين 12) وتجارة الخدمات في التصدير بنسبة 30 في المئة. واعترفت مجموعة العشرين و «مجموعة ريو + »، بدور السياحة في تقدم الاقتصاد والوظائف والتنمية المستدامة. وعلى رغم صدمات عدة، استمر الشرق الأوسط كأحد مناطق العالم الأسرع نمواً سياحياً. فقد زاد عدد السياح بين 2001 و2011 من 24 إلى 56 مليوناً في عشر سنوات فقط، وزادت الصادرات المرتبطة بالسياحة من 17 بليون إلى 46 بليون دولار. ويبقى 2011 عاماً صعباً للمنطقة، فانخفض عدد السياح في الشرق الأوسط بنسبة 7 في المئة، وفي شمال أفريقيا 9 في المئة، أو خسارة 7 ملايين سائح و6 بلايين دولار من الإنفاق. ورداً على سؤال ل «الحياة» عن وجود مقاييس جودة للسياحة لتصنيف الدول العربية، أشار الرفاعي إلى أن المنطقة العربية حديثة العهد في هذا المجال وأن النشاط السياحي زاد في السنوات العشر الأخيرة أكثر من النصف. وكان النمو أكبر من الكوادر البشرية المهيئة، وهذا أحد أسباب قصور الخدمة. كما أن الدول العربية ليست متشابهة: فهناك دول أعرق في القطاع مثل مصر والمغرب ولبنان. ثم إن السياحة نشاط يحتاج إلى تاريخ لتحقيق التميز والجودة. لكن، أكد أن السياحة صناعة واعدة في المنطقة العربية. وأشار إلى أن منظمة السياحة العالمية عقدت مع «يونيسكو» اتفاقاً يؤدي إلى فتح المواقع العالمية المصنفة في قائمتها كتراث عالمي، أمام السياح، مشددة على إحاطتها بعناية كاملة، والانتظار حتى 2014 لتأخذ الاتفاقات طريقها للتنفيذ. وعن دور محتمل تلعبه منظمته إزاء عملية تدمير القبور في مالي، قال الرفاعي إنه ليس هناك من منطق لشعب ما لتدمير بقايا حضارات سابقة، بدعوى الاختلاف معها. وآخر مثل نتعظ به ما يحدث في دول الاتحاد السوفياتي السابقة، فمسؤولوها مصممون على المحافظة على كل إنجازات الحكم الشيوعي الحضارية على رغم اختلافهم مع النظام السابق سياسياً واقتصادياً، لكنهم يعتبرون ذلك جزءاً من تاريخهم يجب المحافظة عليه. وهكذا الحال مع إسبانيا حيث يُعنى بما خلفه الوجود الإسلامي العربي فيها، لأنه يشكل حقيقة 800 سنة من تاريخهم. والمنظمة مهتمة بتطبيق هذا المبدأ في الحالات المشابهة.