توقع تقرير «الاستثمار العالمي 2010»، الذي أعلنته منظمة مؤتمر الأممالمتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) في بيروت والمنامة أمس، أن «ترتفع التدفقات العالمية للاستثمار الأجنبي المباشر إلى أكثر من 1.2 تريليون دولار هذا العام، وإلى 1.3 و1.5 تريليون عام 2011، ثم إلى 1.6 و2 تريليون دولار عام 2012». وأعلن مدير مركز الأممالمتحدة للإعلام في بيروت بهاء القوصي، في مؤتمر صحافي عقده أمس في بيت الأممالمتحدة، لإطلاق تقرير الاستثمار العالمي لعام 2010، بعنوان «الاستثمار في اقتصاد منخفض الكربون»، أن «توقعات الاستثمار الأجنبي المباشر لهذه السنة تتسم بتفاؤل حذر»، مستبعداً أن يعود الاستثمار الأجنبي المباشر إلى «المستوى الذي بلغه عام 2008 قبل عام 2012». ولفت المستشار الإقليمي في شؤون الاقتصاد الكلي في «إسكوا» صلاح الدين أبو سدره، إلى أن التقرير «يشير إلى استمرار انخفاض الاستثمارات الأجنبية المباشرة على المستوى العالمي لتبلغ نحو 1.1 تريليون دولار عام 2009 مقارنة ب1.77 تريليون دولار عام 2008 وتريليوني دولار عام 2007، وبذلك تكون تراجعت بنسبة 38 في المئة عام 2009 مقارنة بانخفاض 12 في المئة عام 2008». أفاد التقرير بأن تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر الواردة إلى منطقة «إسكوا»، والتي تضم 14 دولة عربية، انخفضت من 84 بليون دولار عام 2008 إلى 70 بليوناً عام 2009». وأشار إلى أن هذا التراجع سُجل في كل بلدان هذه المنطقة، باستثناء قطر ولبنان والسودان والكويت. ففي قطر ارتفعت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر لتصل إلى 8.7 بليون دولار مقارنة ب 4 بلايين عام 2008، أي بزيادة 112 في المئة. وكان ذلك أساساً في قطاع الغاز الطبيعي المسيّل وقطاع العقارات. وحقق لبنان زيادة نسبتها 11 في المئة، إذ ارتفعت التدفقات من 4.3 بليون دولار عام 2008 إلى 4.8 بليون عام 2009، متابعة الزيادة من مستوى 3,4 بليون دولار في عام 2007، وكان معظمها في قطاع العقارات، كما حققت السودان والكويت زيادة في حجم التدفقات». وأوضح أن «الوطأة الأشد وقعت في الإمارات التي انهار مستوى الاستثمار الأجنبي المباشر فيها، ليصل إلى 4 بلايين دولار عام 2009 من مستوى 13.7 بليون عام 2008»، عازياً ذلك إلى «أزمة دبي المالية». وتراجعت التدفقات إلى مصر من 9.5 بليون دولار إلى 6.7 بليون بين عامي 2008 و2009، وفي المملكة العربية السعودية من 38 بليون دولار إلى 35.5 بليون». لذا «انخفضت حصة هذه الدول من 73 في المئة إلى 66 في المئة من تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى منطقة «إسكوا» بين عامي 2008 و2009». واحتلت السعودية المركز الثامن عالمياً، تليها في المنطقة قطر ثم مصر ثم لبنان ثم الإمارات». وأعلن أن تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر الصادرة من منطقة «إسكوا» تراجعت «بنسبة 40 في المئة بين عامي 2008 و 2009 بالغة 22.4 بليون دولار عام 2009». وأعلنت رئيسة قسم ترويج الاستثمار في «أونكتاد» نزهة الطارجي في مؤتمر صحافي في المنامة، أن تصنيفات الأممالمتحدة لأقاليم العالم يمكن أن «تغفل دور التدفقات الاستثمارية الذي تقوم به تكتلات إقليمية منها وإليها، كما هي حال مجلس التعاون الخليجي». وأشار التقرير إلى أن التدفقات إلى تركيا بلغت 7611 مليون دولار، والأردن 2385 مليوناً وعمان 2211 مليوناً، وسورية 1434، والعراق 1070 والبحرين 257 مليوناً والكويت 145 مليوناً واليمن 129 مليوناً وأراضي السلطة الفلسطينية 33 مليون دولار. ويشكل التراجع في تدفق الاستثمارات إلى البحرين، إحدى أبرز ظواهر التقرير، إذ انخفضت في شكل بارز لعام 2009 (257 مليون دولار).