اوضح السناتور الاميركي جون ماكين في اليوم الثاني لزيارة لبنان وجولته على المسؤولين فيه، انه حين تحدث اول من امس عن «الحاجة إلى توفير منطقة آمنة للجيش الوطني السوري والمقاومة السورية»، فإنه «لم يقصد لبنان بهذا الكلام». والتقى ماكين امس رئيس الجمهورية ميشال سليمان في قصر بعبدا، وأشار المكتب الاعلامي في رئاسة الجمهورية الى ان البحث تركز على «العلاقات اللبنانية - الاميركية بشكل عام، والمساعدات التي تقدمها الولاياتالمتحدة للبنان، ولا سيما العسكرية منها لتقوية دور الجيش في حفظ الحدود والسلم الاهلي، كما ركز اللقاء على الاوضاع في المنطقة، وتحديداً في سورية، وأهمية منع انعكاسات ما يحصل على لبنان». وأوضح البيان ان ماكين «شدد على اهمية الاستقرار في لبنان، منوهاً بالسياسة التي تتبعها الدولة بتحييد البلد عن الصراعات القائمة في المنطقة وعدم التدخل في الشؤون الدول المحيطة». وزار ماكين رئيس كتلة «المستقبل» النيابية فؤاد السنيورة في منزله، واستمر الاجتماع ساعة وتركز، وفق مكتب السنيورة الاعلامي، على «استعراض الأوضاع في لبنان والمنطقة، وشدد السنيورة على أهمية ان تدعم الولاياتالمتحدة قوى الاعتدال والديموقراطية في العالم وأن تلتزم بالمبادئ التي طالما نادت بها». يذكر ان السنيورة هو من استوضح ماكين عما عناه في حديثه عن «مسألة توفير منطقة آمنة»، ووزع مكتبه رد ماكين. وانتقل ماكين الى المختارة حيث اقام رئيس جبهة «النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط مأدبة غداء على شرفه في حضور وزراء ونواب وشخصيات. ورحب جنبلاط بضيفه «الذي دافع عن استقلال لبنان وعن المحكمة الدولية من اجل احقاق العدالة باغتيال الرئيس رفيق الحريري ونخبة من رجالات السياسة والفكر ويقف اليوم الى جانب حق الشعب السوري في العيش الكريم في مواجهة آلة القتل للنظام السوري وان شاء الله بجهود المجتمع الدولي وتضحيات الشعب السوري ينال هذا الشعب حقوقه الكاملة». واشاد ماكين بجنبلاط وشكره على «دعم الشعب السوري الذي يناضل من اجل حريته». وقال: «انا مقتنع ان بشار الاسد سيرحل عن الحكم لكن من دون مساعدتنا قد يأخذ الامر وقتاً اطول». ولفت الى انه سينتقل الى ليبيا لمتابعة «الاتنخابات لاول مرة من دون ارهاب معمر القذافي»، ورأى ان الربيع العربي سيشمل كل العالم «بما في ذلك روسيا والصين». ولاحقاً، اصدرت السفارة الاميركية بياناً عن زيارة ماكين اشارت فيه الى ان زيارته كانت «جزءاً من جولة في الشرق الاوسط وأفغانستان». وقالت ان ماكين اجتمع مع «شريحة واسعة من الشخصيات، وناقش معهم قضايا محلية وإقليمية ذات الصلة». ورد «حزب الله» في بيان على ما اعتبره «دعوة ماكين من معراب لإنشاء منطقة عازلة في شمال لبنان»، واصفاً ذلك بانه «منطلقاً وقاعدة للتدخل في سورية، تشكل انتهاكاً سافراً للسيادة اللبنانية وتدخلاً وقحاً في الشؤون الداخلية للبنان، ويتناقض بشكل كامل مع سياسة الحكومة النأي بالنفس». ورأى الحزب «في هذه التصريحات ترجمة عملية لسياسة الإملاءات الاميركية وللتدخل بالشؤون الداخلية للبلدان ومحاولة فرض سياسات مغايرة لمصلحة الدول»، داعياً «المراجع الرسمية المختصة إلى رفع الصوت عالياً ضد هذا التدخل وإفهام واشنطن أن لبنان ليس محمية أميركية».