طالبت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في رسالة وجهتها الى الكونغرس ب «اعادة برمجة» 8.2 بليون دولار مدرجة ضمن موازنة الدفاع لتزويد الحلف الأطلسي (ناتو) في افغانستان بايرادات، في وقت تزداد التكاليف ارتفاعاً مع اقفال إسلام آباد طرق التموين من باكستان الى افغانستان. وأوضح الناطق باسم البنتاغون، جون كيربي، ان «الطلب ناجم من تكاليف لم نلحظها مسبقاً، لأننا لم نتوقع اقفال طرق المواصلات في باكستان والذي يزيد كلفة البنزين وساعات الطيران»، مشيراً ان الخدمات التي ستتوقف بسبب هذه الاقتطاعات تبقى غامضة. وتمنع باكستان منذ سبعة شهور عبور قوافل الحلف اراضيها، رداً على مقتل 24 من جنودها من طريق الخطأ في غارة جوية اميركية استهدفت مركزهم حدودي في تشرين الثاني (نوفمبر) 2011. وكان وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا اكد الشهر الماضي ان الكلفة الاضافية تصل الى 100 مليون دولار شهرياً بالنسبة الى الولاياتالمتحدة. والاسبوع الماضي، أعلن الأميرال مارك هارنيتشيك مدير وكالة البنتاغون المكلفة الشؤون اللوجستية ان «استخدام طرق روسيا وآسيا الوسطى يضاعف ثلاثة اضعاف كلفة العبور من باكستان، كما انه اكثر بطئاً». وفي شأن استهلاك البنزين، كلّف الالتفاف حتى الآن البنتاغون نحو 2.1 بليون دولار اضافية. ويرتبط طلب البنتاغون ايضاً بارسال حاملة طائرات جديدة الى منطقة الخليج، حيث يتصاعد التوتر مع ايران التي هددت مرات في كانون الاول (ديسمبر) وكانون الثاني (يناير) الماضيين بإقفال مضيق هرمز، رداً على الضغوط الدولية المتنامية ضد برنامجها النووي. في غضون ذلك، نقلت محطة «سي ان ان» عن مسؤول أميركي بارز رفض كشف اسمه قوله إن «الولاياتالمتحدةوباكستان تقتربان من ابرام اتفاق حول إعادة فتح المعابر الحدودية التي تستخدم لنقل امدادات الى قوات الحلف في افغانستان». وأشار المسؤول الى ان قائد قوات الحلف في افغانستان الجنرال الأميركي جون الن اجرى «اجتماعاً بناءً» مع نظرائه في باكستان الأسبوع الماضي. وأعلن ان المحادثات شملت نقطين، اولهما طلب باكستان دفع مبلغ مالي أكبر عن المستوعبات التي تنقل عبر أراضيها، والذي «اجريت مفاوضات ناجحة في شأنه، على رغم التوصل الى اتفاق رسمي لفتح الطرق». اما النقطة الثانية فشملت حادث اطلاق النار على حاجز باكستاني والذي طلبت إسلام آباد اعتذار واشنطن عن ارتكابه. وأشار الى ان «الشركاء الباكستانيين أظهروا مرونة» في موضوع الاعتذار، و«لكن حله لم يتبلور، لأن واشنطن رفضت اعلان نيتها تقديم اعتذار غير مشروط». وصرح مسؤول حكومي باكستاني بارز بأن «لجنة الدفاع في الحكومة الباكستانية ستجتمع في الأيام القليلة المقبلة لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق». وأشار الى أن سفيرة باكستان لدى واشنطن، شيري رحمن، استدعيت لإجراء مشاورات في هذا الشأن. وفي افغانستان، قتل عنصر من القوات الخاصة الاسترالية ما رفع الى 33 عدد الجنود الاستراليين الذين قتلوا خلال هذا النزاع. وأوضح قائد الجيش الاسترالي ديفيد هورلي ان الجندي القتيل البالغ 40 سنة انضم الى كتيبة تابعة للقوات الخاصة الجوية ومقرها في مدينة بيرث (غرب). وهو اصيب برصاصة في الصدر خلال مهمة مشتركة مع القوات الأفغانية لملاحقة قائد متمرد شرق البلاد. ووصفت رئيسة الوزراء الاسترالية جوليا غيلارد النبأ بأنه «ضربة قاسية»، مضيفة: «ذهبنا الى افغانستان للتأكد من انها لن تبقى ملاذاً آمناً للإرهابيين. سنواصل مهمتنا حاملين معنا الحزن». واعتبر هذا الجندي اول قتيل في صفوف القوات الاسترالية في افغانستان منذ تشرين الاول (اكتوبر) الماضي، علماً ان كانبيرا تنشر 1550 من جنودها في هذا البلد، وتشمل مهمتها الاساسية تدريب قوات افغانية في منطقة اروزجان (جنوب). الى ذلك، اعلنت وزارة الداخلية مقتل 82 مسلحاً واعتقال 4 آخرين في عمليات أمنية نفذتها قوات حكومية اجنبية مشتركة خلال الساعات ال24 الماضية، وشملت ولايات كابول وغوزجان وقندهار واروزجان، وميدان وردك ولوغار وغزني.