واصلت القوات النظامية السورية الاثنين قصف العديد من المناطق المحاصرة في كل من حمص (وسط) وريف دمشق بحسب ناشطين وذلك غداة مقتل 79 شخصاً في مناطق سورية عدة، فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل اكثر من 16500 شخص في أعمال عنف في سورية منذ بدء الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الأسد في منتصف آذار (مارس) 2011. وأعلن المرصد السوري ارتفاع عدد القتلى الذين سقطوا في زملكا في ريف دمشق السبت إلى 65 جراء قصف بالهاون من القوات النظامية طاول موكب تشييع. وأوضح في بيان انه «تم توثيق أسماء 65 مواطناً» من الذين قتلوا اثر سقوط قذيفة هاون في بلدة زملكا خلال تشييع قتيل في البلدة. وكانت الحصيلة السابقة للمرصد السبت أشارت إلى أن عدد القتلى بلغ ثلاثين. وأفادت لجان التنسيق المحلية الاثنين عن «هجوم يشنه مئات الجنود ترافقهم عشرات الدبابات على منطقة العب في دوما في ريف دمشق، ويترافق مع قصف عنيف». وأعلنت الهيئة العامة للثورة السورية أن مزارع حمورية في الريف الدمشقي تتعرض لليوم الثالث على التوالي إلى قصف عنيف من قوات الأمن وجيش النظام. في مدينة دير الزور (شرق)، أفاد المرصد عن مقتل أربعة مدنيين اثر سقوط قذيفة على سيارتهم، مشيراً إلى استمرار سقوط القذائف على أحياء عدة في المدينة «التي تحاول القوات النظامية السيطرة عليها». وفي محافظة حلب (شمال)، تدور اشتباكات في مدينة اعزاز بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين. وفي محافظة حمص (وسط)، قتل مواطن اثر القصف الذي تتعرض له مدينة الرستن. وأعلنت لجان التنسيق عن تعرض بلدة تلكلخ إلى قصف مدفعي عنيف بقذائف الهاون والدبابات وراجمات الصواريخ، وسط انقطاع للتيار الكهربائي والمياه عن البلدة. ويستمر في الوقت نفسه القصف على حي الخالدية وأحياء أخرى في مدينة حمص، بحسب المرصد وناشطين. وأظهرت مقاطع من شريط فيديو نشره ناشطون على موقع «يوتيوب» الإلكتروني الاثنين الدمار الذي لحق بحي الخالدية، بالإضافة إلى حارة احمد الرفاعي في حي باب الغريب في حمص القديمة. وقال الناشط خالد التلاوي في اتصال عبر سكايب إن «القصف يطاول، بالإضافة إلى الخالدية، أحياء جورة الشياح والمدينة القديمة». ولفت إلى أن «العديد من أحياء حمص ما زالت تحت الحصار. ومن الصعب علينا تأمين الغذاء والدواء»، مضيفاً أن «الأطباء الميدانيين يقومون ببتر أطراف المصابين لأنهم يفتقرون إلى المعدات اللازمة لعلاجهم». وأكد أن أهالي المناطق المحاصرة «لا يمكنهم الخروج»، مشيراً إلى أن «الأحياء تتعرض للقصف ومحاصرة بالدبابات». وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان اعلن الأسبوع الماضي أن اكثر من ألف عائلة محاصرة في حمص وتفتقر إلى أدنى مقومات الحياة خصوصاً الخبز والمحروقات والأدوية. وناشد المرصد الصليب الأحمر الدولي التدخل لإجلاء المصابين والمدنيين. وفشلت حتى الآن كل جهود اللجنة الدولية للصليب الأحمر للدخول إلى حمص بالتعاون مع الهلال الأحمر السوري من اجل إجلاء المصابين. وفي محافظة حماة (وسط)، لا تزال بلدة حلفايا محاصرة من القوات النظامية السورية «التي تنفذ حملة مداهمات في الأراضي الزراعية المحيطة بالبلدة»، بحسب المرصد. وأعلنت الهيئة العامة للثورة أن قرية دوما في ريف حماة الشرقي تتعرض إلى «حصار خانق من جيش وقوات النظام». في درعا (جنوب)، تتعرض بلدتا الغارية الشرقية والغارية الغربية لقصف مدفعي من القوات النظامية التي استقدمت تعزيزات إلى مساكن الشيخ مسكين العسكرية، بحسب الهيئة. وأضافت أن بلدة النعيمة تتعرض لقصف عنيف بقذائف الهاون والصواريخ من قوات الأمن وجيش النظام. وتحدثت لجان التنسيق المحلية عن اقتحام قوات الأمن وجيش النظام للبلدة و»شن حملة دهم للمنازل واعتقالات عشوائية مترافقة مع تخريب للمنازل والممتلكات». وبلغت حصيلة العنف في سوريا الأحد 79 قتيلاً بينهم 28 من القوات النظامية و13 من المقاتلين المعارضين، بالإضافة إلى 38 مدنياً، بحسب المرصد. إلى ذلك، أعلن المرصد في بيان منفصل مقتل اكثر من 16500 شخص في أعمال عنف في سورية منذ بدء الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في منتصف آذار 2011. وأوضح انه بين القتلى 11486 مدنياً و870 عنصراً منشقاً و4151 من عناصر القوات النظامية. ويدرج المرصد في عداد المدنيين المقاتلين الذين حملوا السلاح إلى جانب الجنود المنشقين ضد النظام. وشهدت الأسابيع الماضية تصعيداً كبيراً في وتيرة العنف في سورية، خصوصاً في عمليات القصف العنيف والمعارك بين القوات النظامية والمجموعات المسلحة المعارضة. وتوقفت الأممالمتحدة عن إعطاء حصيلة لضحايا العنف في سورية منذ الأشهر الأولى للنزاع، بسبب صعوبة التحقق مما يجري على الأرض. وتعداد الضحايا المتوافر يصدر عادة عن مجموعات الناشطين المعارضين المختلفة. وغالباً ما تكون حصيلة هذه المجموعات اكبر من تلك الصادرة عن المرصد السوري. ولا يمكن التحقق من دقة أعداد الضحايا من مصادر مستقلة.