بدأ «الحرس الثوري» أمس، مناورات صاروخية تحاكي هجوماً على «قاعدة جوية»، فيما اعتبر نواب ايرانيون أن الحظر الذي فرضه الأوروبي على نفط بلادهم «حرباً مباشرة»، لكنهم أكدوا أنه «سيصبّ في مصلحتها». وأعلن «الحرس» أن «كل الوحدات وقواعد الصواريخ بدأت استعداداتها وتحركاتها الى المناطق المعنية»، مشيراً في بيان الى انه سيستخدم خلال المناورات «العشرات من مختلف أنواع الصواريخ، بعيدة ومتوسطة وقصيرة المدى»، بينها «شهاب-1» و «شهاب-2» و «شهاب-3» و «فاتح» و «تندر» و «زلزال» و «خليج فارس» و «قيام». وأفادت وكالة الأنباء الطالبية الايرانية (إيسنا) بأن مناورات «الرسول الأعظم-7» التي تستمر ثلاثة أيام، وتُنفذ في منطقة صحراوية في محافظة سمنان وسط البلاد، ستشهد «اختبار صواريخ أرض-أرض جديدة»، ويُطلق «الحرس» خلالها «صواريخ من مختلف مناطق البلاد، في اتجاه أكثر من مئة هدف محدد مسبقاً». وورد في بيان «الحرس» أن المناورات خُصصت لاستهداف «نموذج عن قاعدة جوية» في صحراء دشت كوير في محافظة سمنان. وكان قائد القوة الفضائية في «الحرس» الجنرال أمير علي حاجي زاده أعلن أن المناورات ستشهد للمرة الأولى استخدام طائرات قاذفة للصواريخ من دون طيار، مشيراً الى أن مجسّم «القاعدة الجوية» استند الى قواعد أميركية في افغانستان والبحرين والكويت. الحظر النفطي يأتي ذلك بعد تطبيق الاتحاد الأوروبي حظراً على استيراد نفط من إيران، بسبب برنامجها النووي. لكن كينيا أعلنت امس إبرام عقد مع ايران، لاستيراد 4 ملايين طن من النفط الخام منها سنوياً، ما يوازي 30 مليون برميل سنوياً. وقال ناصر السوداني، نائب رئيس لجنة الطاقة في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني، أن بلاده «اعتمدت أساليب بديلة تعوّض الحظر علي نفطها»، والذي اعتبر أنه «يصبّ في مصلحتها»، مضيفاً: «كلّ المسؤولين والعاملين في وزارة النفط يرحبون بهذا الحظر، ويؤكدون إنه في مصلحتنا، اذ يقلّل الاعتماد علي النفط في الموازنة ويمهد لإصلاحات في مؤسسات نفطية إيرانية، كما يرفع أسعار النفط». واعتبر النائب غلام رضا مصباحي مقدم أن «الحظر النفطي، وعلي عكس ما يتصوّره الأوروبيون، لا يشكل تهديداً بل هو فرصة لإجراء إصلاحات اقتصادية وتقليل الاعتماد علي النفط وتفعيل الصناعات والصادرات غير النفطية، إضافة إلي تصدير مشتقات النفط بدلاً من النفط الخام». وشدد على أن «هذه القرارات ستحفّز الشعب الإيراني أكثر، للدفاع عن نظامه وثورته». في انتظار التراجع وتوقّع النائب إسماعيل كوثري «تراجع الأوروبيين عن قرارهم واستيرادهم مجدداً نفطاً من إيران»، فيما اتهم رئيس لجنة الاقتصاد في البرلمان الايراني أرسلان فتحي الغرب ب «شنّ حرب مباشرة على ايران، من خلال الحظر النفطي»، وأكد استعداد بلاده ل «مواجهة أي شكل من الحظر، ولو تطلب ذلك إغلاق مضيق هرمز»، لكنه اعتبر أن «الحظر فاشل مسبقاً وسيشكل فضيحة كبرى بالنسبة الى الغرب». وأضاف: «انخفاض أسعار النفط موقت، وسترتفع إذا أغلقت إيران مضيق هرمز الذي تسيطر عليه في شكل كامل، ولن يتمكن المقاطعون من تبرير ذلك أمام شعوبهم». وأكد أن بلاده «لن تجد صعوبة في ايجاد بدائل عن زبائنها الغربيين»، لافتاً الى ان «ايران تملك أساليب مناسبة للالتفاف على الحظر، واتخذت منذ سنوات تدابير لازمة تحسباً له، ولن تواجه مشكلة في أي مجال». في السياق ذاته، أفادت وكالة «فارس» بأن لجنة الصناعات في البرلمان الايراني «طرحت تكليف الحكومة تركيب مراوح خاصة في السفن الايرانية، يمكنها قطع مسافات طويلة، من دون حاجة الى وقود»، وذلك ل «الحدّ من استخدام الوقود، خصوصاً بالنسبة الى السفن التي تبحر لمسافات بعيدة». ليبرمان وأعرب وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان عن ارتياحه لبدء تطبيق الحظر النفطي على إيران، معتبراً أنها «تشعر بضغط، والمناورات الصاروخية تدل إلى ذلك». وقال: «واضح أن إيران لا تنوي التخلي عن مشروعها النووي أو تجميده، بل تسعى الى كسب وقت للمضي قدماً في هذا المشروع». وتساءل: «ماذا سيفعل المجتمع الدولي إذا لم تثبت العقوبات الجديدة نجاعتها؟». الى ذلك، أحيت طهران امس ذكرى إسقاط الولاياتالمتحدة طائرة ركاب ايرانية في مياه الخليج عام 1988، ما أدى الى مقتل ركابها ال290. ونثر مسؤولون ايرانيون وأقارب الضحايا، وروداً من سفينة ومروحية، في المياه حيث تحطمت الطائرة، وهم يهتفون: «لتسقط أميركا». واعتبر المدير العام الايراني غلام حسين محسني إيجئي أن إسقاط الطائرة «سيبقى وصمة عار على جبين أميركا إلى الأبد».