استحوذت الاتصالات الجارية خلف الكواليس وآخرها الاجتماع الذي عقده الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة سعد الحريري مع موفد الأمين العام ل «حزب الله» حسين الخليل ليل أول من أمس، وعلى مدى ثلاث ساعات، على المواقف التي أطلقها سياسيون ومراجع روحية، وأبرزها كان أمس أمل البطريرك الماروني نصر الله صفير في ان تشكل الحكومة في أقرب وقت ممكن. ونقل عنه عضو تكتل «لبنان أولاً» النائب خضر حبيب أن «الأوضاع لا تتحمل أكثر من ذلك وأصبح لنا نحو شهر من دون حكومة، وغبطته كما العادة متفائل حول مجمل الأوضاع». ونقل رئيس الحزب «السوري القومي الاجتماعي» النائب اسعد حردان عن رئيس المجلس النيابي نبيه بري، بعدما زاره على رأس وفد حزبي «تفاؤله لأنه دائماً يؤمن بالإيجابية، وتفاؤله مبني على معطيات يملكها». وقال: «في كل الحالات أن بلداً بلا حكومة تضيع فيه المؤسسات». أما وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال إبراهيم نجار فشدد في حديث الى إذاعة «صوت لبنان» على «حقيقتين ثابتتين في عملية تشكيل الحكومة: الأولى عدم السير في التأليف بطريقة تؤدي الى الانفلاش الأمني اعتراضاً على الحصص، والثانية تكمن في معرفة الأكثرية انها ربحت الانتخابات وان يتمثل ذلك بتشكيل الحكومة»، داعياً «هذه الأكثرية التي تريد تأليف حكومة وحدة وطنية ان تقف عند بعض المطالبات التي تطمئن الفريق الآخر». وقال: «ذلك يتم بتغطية إقليمية، سورية لا تزال ممسكة بأوراق قوية في لبنان وخصوصاً لدى المعارضة التي لا تخفي تمسكها بتحالفها العضوي مع سورية، وبمجرد الحديث عن سورية سيكون هناك حديث عن المملكة العربية السعودية وقطر ومصر وربما عن توافق عربي- عربي أو غربي- عربي وتحديداً غربي- سوري. منذ عشرة أيام هناك مساع للحلحلة على هذا الصعيد، وبدأنا نتجاوز العقدة الإقليمية». ورجح «إيجاد مخرج يكون في يد رئيس الجمهورية من خلال اختياره الوزير الشيعي السادس من دون وضع فيتو عليه لا من حركة «أمل» أو «حزب الله». وأشار الى ان «ما يبرر موقف الرئيس نبيه بري عن تشكيل الحكومة قبل نهاية الجاري عدم وجود كلام واضح لدى النائب ميشال عون والسيد حسن نصرالله عن الثلث الضامن». ورأى ان «مطالبة عون بستة وزراء غير واقعي»، واعتبر ان «حزب الله متأكد من ان ليس البيان الوزاري الذي يعطيه الضمانات أو وجود وزير أو اثنين في الحكومة، المطلب الوحيد للحزب اليوم أن يكون عون الى حد ما راضياً من حيث عدد الوزراء الذي ستعطيه إياه التأليفة الجديدة له ولحلفائه». وقال عضو كتلة «المستقبل» النيابية عمار حوري: «طالما ان التشكيلة الحكومية لم تعلن الى الآن، فهذا يعني ان هناك تعقيدات ما زالت تقف في وجه تأليفها»، وزاد في اتصال مع تلفزيون «OTV»: «الرئيس سعد الحريري ينقل واقعاً معيّناً وبعض التفاؤل، ولا يمكن ان يُفسَّر كلامه بمعنى آخر، وهو يعمل على مقولة «تعاونوا على قضاء حوائجكم بالكتمان». وأكد حوري ان «ليس هناك أي عقبات من داخل فريق الأكثرية في تأليف الحكومة»، وأضاف تعليقًا على مطلب التمثيل النسبي: «نحن لم ندخل الانتخابات على أساس قانون النسبية، وليس لدينا أحزاب غير طائفية لتطبيق النسبية في الحكومة». واعتبر النائب السابق مصطفى علوش في مناسبة ل«تيار المستقبل» أن مسألة تأليف الحكومة «ما زالت على حالها وهناك الكثير من العقد بحاجة الى الحل»، مشيراً الى «أن صبر الرئيس المكلف وتوافقه مع رئيس الجمهورية سيؤمنان غطاء الاستقرار في البلاد». وأكد منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد في حديث إلى إذاعة «لبنان الحر» ان فريق 14 آذار «متماسك، ولا يزال وليد جنبلاط في صلب هذا التماسك»، مشيراً إلى أن «هناك اختلافاً في وجهات النظر بيننا وبينه، ولكن كل الأفرقاء حريصون على هذا الوطن». واكد أن «لا أحد يريد الصدام مع حزب الله». وسأل: «كيف يمكن للجيش اللبناني التمييز بين السلاح الشرعي أو السلاح غير الشرعي»؟. من جهته، رأى عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية نواف الموسوي أن «على الحريري أن يطرح صيغاً حكومية ومن ثُمّ تُبنى المواقف»، مضيفاً: «نحن في المعارضة على موقفٍ واحد سواء الثلث الضامن أو النسبية، ولكن هدفنا واحد وهو المشاركة الفاعلة». وأشار في حديث الى تلفزيون «الجديد» إلى أنّه «إذا غلب منطق الأكثرية والأقلية سيسقط العيش المشترك». واعتبر أن «تحسين العلاقات اللبنانية - السورية غير مرتبط بمبادئ تشكيل الحكومة». ولفت الى أن هناك أفرقاء في «14 آذار يحاولون اليوم شقّ طريقهم الى سورية ومستقبلاً الى إيران».