واصلت فاعليات صيدا المدنية والسياسية والدينية والاقتصادية (جنوب لبنان) تمسكها برفض قطع الطرق تحت أي شعار مطلبي، وترجمت رفضها امس، بمسيرة نفذها عشرات التجار والعاملين في مؤسسات تجارية في المدينة عصراً ضد الاعتصام الذي يصر عليه إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ احمد الأسير لليوم الرابع على التوالي قاطعاً المسلك الشرقي للمدينة أمام حركة المرور وهو احد المنافذ إلى محافظة الجنوب، وذلك على خلفية مطالبته بنزع سلاح «حزب الله». وتجمع المشاركون في المسيرة عند دوار المرجان وتوجهوا سيراً على الأقدام في اتجاه اعتصام الأسير للتمني عليه وقف الاعتصام أو نقله إلى مكان آخر وعدم قطع الطريق. وقال رجل الأعمال احمد الجويدي ل«الحياة» إن «تحركنا لا علاقة له بالسياسة إنما من منطلق تضررنا ووجعنا من قطع الطريق»، مشيراً إلى أن الخسائر تجاوزت خلال يومين ال 60 في المئة. وكان وزير الداخلية مروان شربل اكد أن الحوار «مع الشيخ الأسير مستمر وأنا على اتصال معه وأتمنى أن نصل إلى حل سلمي»، وذكر في تصريحات إعلامية أن «سلاح حزب الله موضوع مطروح على طاولة الحوار، ولكن لا يجب أن تقطع الطريق بسببه». وعقد الأمين العام ل«التنظيم الشعبي الناصري» أسامة سعد مؤتمراً صحافياً في مكتبه جدد خلاله رفضه «ما يرفعه المحتجون من مطالب بشأن سلاح المقاومة لأنهم لم يقدموا أي بديل لردع التهديدات الصهيونية ضد لبنان»، معتبراً «أن مطلب نزع سلاح المقاومة مطلب أميركي - إسرائيلي، ولا يخدم إلا مخططاتهما ضد لبنان وفلسطين والأمة العربية». ولفت إلى «أن قطع الطرق العامة التي يستخدمها كل الناس يلحق أضراراً جسيمة بحياة المواطنين اليومية وأوضاعهم المعيشية وكرامتهم، ويشرع الأبواب أمام المندسين والمتربصين والانفعاليين لافتعال أحداث قد تخرج عن السيطرة من قبل أي كان»، لكنه في المقابل رفض «استخدام القوة والعنف ضد هؤلاء المعتصمين، أو ضد أي معتصمين سلميين لأن استخدام القوة والعنف مرفوض من حيث المبدأ لإيماننا بحرية التعبير السلمي عن الرأي، ولأننا حريصون على ألا تسقط نقطة دم واحدة في غير مكانها الصحيح، في مواجهة العدو الصهيوني». ودعا إلى معالجة «حكيمة ومسؤولة لأننا لا نريد لصيدا، ولا لأي منطقة في لبنان، أن تكون ساحة لتهديد السلم الأهلي»، رافضاً أن تتحول صيدا تحديداً «مرتكزاً لضرب خيار وطني لا يمكن الاستغناء عنه، هو خيار المقاومة». وحمل الحكومة اللبنانية «مسؤولية معالجة موضوع قطع الطريق، إذ يقع عليها واجب تأمين حرية التنقل للجميع، وعليها أيضاً أن تغادر سياسة النأي بالنفس عن قضايا الوطن ومطالب المواطنين». ورأى أن «الموضوع ليس قضية اعتصام الآن، بل المحاولات ستستمر لافتعال أحداث، ولتمهيد الساحة للحظة التي تأتي فيها الإشارة لتفجير الأوضاع واستهداف المقاومة عبر إثارة الفتنة المذهبية». الأسير يرد ورد الأسير لاحقاً على سعد في تصريحات متعددة، مستغرباً اتهامه «بأننا نحضّر لفتنة عبر قتل أطفالنا وأولادنا ونسائنا». وقال: «أنا أتكلّم بوجع السني والشيعي والدرزي والمسيحي، وخارج النطاق السلمي لا يمكن أن يصدر شيء منّا». ولوح الأسير ب «خطوات تصعيديّة إذا لم نجد آذانًا صاغية من المسؤولين بشأن مسألة السلاح خارج الدولة ولاسيّما سلاح حزب الله السبب الرئيس للاعتصام»، مضيفًا: «وزير الداخليّة (مروان شربل) مشكور ونحترمه وأتمنّى عليه أن يقدّر وجعنا»، في ردٍ على دعوة شربل إلى فكّ الاعتصام. وقال انه «لم يقتنع بموجبات فتح الطريق»، مشيراً إلى «أن الطريق البحرية مفتوحة». وعن قول رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط أن «الخطأ لا يُعالج بالخطأ»، قال الأسير: «نحن لا نخوض الأمر طائفياً ومذهبياً، إن محمد بو عزيزي الذي أحرق نفسه وأطلق شرارة الثورة في تونس لم يكن وراءه الملايين، ولو يجوز الانتحار شرعاً لانتحرنا».