شن الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله هجوماً عنيفاً على تنظيم «داعش» الذي «يشكل خطراً على السنة والشيعة والمسيحيين»، داعياً الجميع إلى مواجهة خطره المتعاظم الذي يهدد العراق وسورية وأيضاً الأردن والسعودية وتركيا. وتساءل: «هل إذا انسحب «حزب الله من سورية يزول خطر داعش ويحمى لبنان؟». وسخر من المطالبة بتوسيع تطبيق القرار1701 ليشمل الحدود مع سورية، ومن الاعتقاد بأنه هو الذي يحمي الجنوب، مشددا على أن معادلة الجيش والشعب والمقاومة تحميه. وقال إن لبنان أمام خطر وجودي من «داعش». وشكر نصرالله، في إطلالة لمناسبة الذكرى الثامنة لحرب تموز (2006)، إيران وسورية «الدولتين اللتين لم تبخلا بالدعم على المقاومة». واعتبر أن «عدوان تموز كان جزءاً من مراحل لسحق المقاومة،ثم لإسقاط النظام السوري، ثم ضرب قطاع غزة، ثم التحضير للحرب على إيران وإسقاط نظامها عام 2007. وتحدث عن مسار تدميري لدول وجيوش وشعوب وكيانات، لبناء خريطة جديدة للمنطقة، معتبرا أن «عنصري هذا المسار هما إسرائيل والتيار التكفيري، الذي كان أوضح تجلياته (تنظيم) داعش». وأكد أنه يمكن التغلب على هذا المسار. ورأى أن «الخطر حقيقي على الكيانات وبيوتكم ونسائكم وأطفالكم، ف «داعش» بات دولة، ويحتل مساحة شاسعة في العراق وسورية ويسيطر على منابع طاقة وأنهار وسدود مياه ولديه كميات هائلة من الذخيرة ويبيع النفط وهناك من يسهل له شراءه ولديه عدد كبير من المقاتلين من الخارج جرى تسهيل سفرهم ويرتكبون مجازر بحق أناس لا علاقة لهم بالمعركة،ارتكبت بالدرجة الأولى بحق السنة، من دون أن نحكي عن المسيحيين والأيزيديين». واعتبر الكلام عن أن «داعش» سوري وحتى صناعة «حزب الله» «سخيفاً»، وقال: «هو صناعة إقليمية والأميركان غضوا النظر»، ودعا كل عربي «إلى وضع العصبية جانباً والتأكد من أن هذا خطر على الجميع وليس على الشيعة أو المسيحيين أو الدروز، إنه خطر أولاً على السنة والجماعة، هذه ليست حرباً مذهبية أو بين السنة والشيعة،ويجب أن نناقش السبل لكيفية مواجهته، هل نراهن على المجتمع الدولي؟ أين ولمصلحة من؟ وهل تدخّل المجتمع الدولي؟ هل يسأل عن المسيحيين؟ وتحديداً مسيحيي لبنان؟ أنتم واهمون. هل ما زلتم تنتظرون الأميركيين والفرنسيين والمجتمع الدولي؟ من تنتظرون؟ جامعة الدول العربية؟». وفي شأن « كيفية المواجهة، إذا اتفقنا أنه خطر داهم» دعا إلى «النقاش مع بقية اللبنانيين، وللتواصل ثنائياً وثلاثياً، الموضوع ليس تصفية حسابات سياسية، والكلام عن أن الحل بانسحاب «حزب الله» من القلمون والقصير هل تعتقدونه جدياً؟ هل إذا انسحب الحزب من سورية يزول خطر «داعش» عن لبنان؟ هذا نقاش لا يوصل إلى مكان، تعالوا ناقشونا». ورأى أنه «عند وجود خطر وجودي تصبح الأولوية مواجهته ، وليس عيباً تغيير الموقف السياسي إذا كان يخدم المعركة الوجودية، والعنوان الأول الجيش والقوى الأمنية لا «حزب الله» ولا غيره، نحن لم نمنع إعطاء سلاح للجيش، ونحن مع وصول السلاح إليه شرط ألا ينتهي عند معدات وآليات، بل يكون دعماً حقيقياً ومعنوياً للجيش، بوقوف الدولة الى جانب الجيش لاستعادة الضباط والجنود المخطوفين عند الجماعات المسلحة، وهذا مسؤولية الدولة ويجب أن يعالج وفق كرامة الدولة، والجيش ليس أداة في يد حزب الله». وإذ توقف عند اعتقال مشغِّل موقع «أحرار السنة- بعلبك»، أكد وجوب «أن يحاسب وأتمنى أن تكون بداية في لبنان، فالتحريض مثل السيارة المفخخة». ودعا إلى «التعاون مع سورية بالنسبة الى ملف النازحين، تعاون حكومتين ودولتين، ماذا ننتظر في هذا الموضوع؟ يجب أن يحصل كلام رسمي ونجلس إلى الطاولة ونبحث في رجوع الناس وكيفية معالجة الإشكالات. ولاحقاً «بدكن تحكو» مع السوريين في ملف الحدود، 1701 لا يكفي، بدكن تنزلو عن الشجرة وتحكوا وصولاً الى الاستحقاق الرئاسي، وأنا على طريقتي بالشفافية يا إخواننا تعرفون مع من يجب أن تحكوا، ليس مع وسطاء، نحن فريق 8 آذار ولا واحد منا وسيط نحن فريق ندعم ترشيح محدد والحرف الأول من اسمه تعرفونه من هو، تضيعون الوقت. من يأخذ القرار هم اللبنانيون أنفسهم». من جهة أخرى، أكدت مصادر ديبلوماسية أمس قرار القيادة السعودية بقاء سفير المملكة في بيروت علي عواض عسيري في لبنان على رغم أنه كان مقرراً أن يغادر لبنان أمس، منهياً مهمته فيه.