اعتبر رئيس كتلة «المستقبل» النيابية فؤاد السنيورة أن الخطاب الأخير للأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله «في ما خص تدخل الحزب في سورية، أدخل البلاد في منحى جديد وخطير، ويقحم لبنان ويورطه في لجة الصراع في المنطقة متنكراً للسياسة التي التزم بها الحزب من خلال إعلان بعبدا وتحييد لبنان»، وأكد أن نصرالله «يقحم نفسه ويقحم لبنان ويورطه ويقف إلى جانب النظام السوري بضغط من الدولة الإيرانية التي تريد من حزب الله أن يكون القاعدة المتحركة لإيران في لبنان والمنطقة». وقال في ندوة صحافية في صيدا أمس: «ما دخله في موضوع أن يتصدى لحماية القرى التي يسكنها كما يقول لبنانيون، هذه حجة لا تستقيم. هل هو الذي سيحمي هؤلاء الناس أم أنه بعمله يعرضهم للخطر ولصدام مع محيطهم داخل سورية، أو أنه يريد أن يحمي بعض المراكز الدينية في سورية وهي موجودة منذ أكثر من 1400 سنة ومحمية من جميع المؤمنين والمسلمين هناك؟»، ورأى أن ما قام به نصرالله «ليس من مصلحة لبنان ولا المسلمين وليس حتماً من مصلحة الشيعة». واعتبر أن ما قام به نصرالله «عمل غير مدروس وغير رصين إلا لكونه ينفذ التعليمات الإيرانية. ونحن نريد أفضل العلاقات بيننا وبين إيران، لكن على أساس الاحترام المتبادل وليس على أساس الانصياع للتعليمات أو للمصالح الإيرانية لأن في ذلك خطراً على السلم الأهلي لدينا في لبنان وليس لنا مصلحة في أن نورط لبنان في المزيد من الخصومات». وعن حديث نصرالله عن فتح جبهة الجولان، قال السنيورة: «أعتقد أن السيد حسن يذكر أننا قمنا بالكثير من الجهود حتى استطعنا أن نحقق القرار 1701، وبالتالي «شو عدا ما بدا» ولماذا الآن فجأة أصبح النظام السوري حريصاً على تحرير الجولان؟»، مشيراً إلى أن «عملية إدخال أسلحة من نوع معين لربما تؤدي إلى مزيد من التوريط للبنان». وقال: «نحن فخورون بالتصدي لإسرائيل، لكن تحت لواء وبقرار من الدولة اللبنانية وليس عملية أرض سائبة يستطيع السيد حسن أن يدخل السلاح الذي يريد ويفتعل المعارك وبعد ذلك يقول لو كنت أعلم ما كنت ورطت لبنان في هذه المعركة، وبعد ذلك تنكر لهذا الكلام»، مضيفاً أن «أخذ الشباب اللبنانيين ليخوضوا معارك ليست معاركهم. وإدخال السلاح والمجندين إلى سورية للمشاركة في الصراع يعود بالضرر وبالهلاك على عشرات اللبنانيين الذين إما يسقطون في أرض المعركة أو يصابون». وناشد «كل أم وأب وطفل ممن يذهب آباؤهم للمشاركة في تلك الحرب الدائرة ويتعرضون للمخاطر، ليس لنا مصلحة حقيقية في لبنان بأن يستمر هذا العمل، وما قام به السيد حسن نصرالله توريط للبنان». وسأل الله أن «يلهم الرئيس المكلف القدرة على أن يتخطى المصاعب التي يمكن أن تترتب على هذه المواقف التي وقفها السيد نصرالله، وأن يتمكن قريبا من تأليف الحكومة التي عليها أن تتولى الإشراف على الانتخابات». ورأى أنه «قد يكون من الصعب إجراء الانتخابات قبل 20 حزيران (يونيو)، لكن هذا لا يعني ألا نتفق بسرعة على مشروع القانون بما يمكننا عندها من النظر في فكرة التأجيل التقني».