أكّد عدد من موزعي الأسمنت في الرياض أن الأزمة الموجودة في السوق سببهام ملاك الشاحنات، الذين تسببوا برفع الأسعار في السوق السوداء، إضافة إلى أن المصانع التي رفضت إنتاج الأسمنت المخصص للصّب والجسور. وأكّدوا أن الرقابة الموجودة حالياً من وزارة التجارة لن تستطيع القضاء على تلك الأزمة التي لم تقتصر على مدينة الرياض، خصوصاً أن ذلك يتطلب إجبار المصانع بإنتاج الأسمنت بجميع أنواعه، بكميات تلبي الطلب المرتفع من جميع المستهلكين. وقال محمد حسين - أحد العاملين في مركز لتوزيع الأسمنت في الرياض - إن سبب الأزمة الحالية هم ملاك الشاحنات، الذين يشترون الأسمنت من المصانع بنحو12 ريالاً للكيس الواحد، ومن ثم يبيعونه في السوق السوداء بنحو 16 ريالاً، مما جعلنا نشتري بهذا السعر، ونبيع بنحو 17 ريالاً للأسمنت المخصص للصّبات والجسور. ولفت إلى أن جميع أنواع الأسمنت متوافرة في السوق عدا الأسمنت المخصص للصبات والجسور، الذي يشهد ارتفاعاً في أسعاره بشكل كبير، على رغم قرار وزارة التجارة بأن يكون سعره بنحو 14 ريالاً للكيس الواحد. وأشار حسين إلى أن ذلك النوع من الأسمنت يُباع في السوق ولكن بشكل غير مباشر، إذ يوجد لدى بعض المحال كميات كبيرة منه، ولكنهم يبيعونه بسعر 17 ريالاً، مما جعل الكثير من أصحاب الشاحنات يطلبون السعرب16 ريالاً في ظل الطلب الكبير عليه. وتوقع أن تستمر الأزمة لفترة طويلة، خصوصاً في ظل رفض ملاك المصانع إنتاج النوع المخصص للصّبات والجسور، وفي ظل استمرار الطلب الكبير أملاً في تراجع وزارة التجارة، لتسمح برفع أسعار الشراء من المصانع. ومن جهته، قال خالد عبدالله - أحد الموزعين - إن محله تتوافر فيه كميات كبيرة من مختلف أنواع الأسمنت، مثل: اليمامة المعد للتلييس، وكذلك أسمنت الرياض والبحريني والأسمنت الأبيض وجميعها بسعر 14 ريالاً، عدا الأسمنت المخصص للصّبات والجسور، فلا تتوافر إلا كميات محددة منه وبسعر 17 ريالاً، إذ يتم الشراء من أصحاب الشاحنات بنحو 16 ريالاً للكيس الواحد، ونحن بدورنا نربح ريالاً واحداً فقط. ولفت إلى أن السوق فيه تلاعب كبير، خصوصاً من ملاك الشاحنات الذين يرفعون الأسعار، ويبيعونه في السوق السوداء بالاتفاق مع أشخاص معينين، على رغم القرارات الصادرة من وزارة التجارة. واستبعد عبدالله أن يتم القضاء على السوق السوداء أو التلاعب بالأسعار، خصوصاً أن حجم الطلب كبير من المستهلكين، داعياً وزارة التجارة بالضغط على أصحاب المصانع بإنتاج كميات كبيرة، لتلبي حاجة السوق المرتفعة في ظل المشاريع الكبيرة، سواء على مستوى الأفراد أم الشركات التي تتطلب كميات كبيرة من الأسمنت. ويقول عبداللطيف - سائق شاحنة - إنه يقف أمام مصنع الأسمنت أسبوعاً كاملاً، حتى يحصل على حمولة 600 كيس مخصصة للصّبات والجسور بسعر 12 ريالاً، فكيف أبيعه بنحو 14 ريالاً بربح 1200 ريالاً خلال أسبوع، إذ إن ذلك غير مجدٍ، لافتاً إلى أنه يستطيع بيع تلك الكمية بسعر 17 ريالاً أو أكثر من ذلك، من خلال أشخاص يطلبون توصيل الكمية إلى محله بهذا السعر. وطالب وزارة التجارة بالضغط على ملاك المصانع بزيادة إنتاج هذا النوع من الأسمنت الذي يشهد طلباً كبيراً، ليس في مدينة الرياض فقط، ولكن في جميع المناطق، مشيراً إلى أن هناك أشخاصاً في مناطق مجاورة لمدينة الرياض يدفعون أكثر من 17 ريالاً للكيس الواحد، نظراً لتخوفهم من توقف العمل في مشاريعهم. وكانت فِرق الرقابة بوزارة التجارة برفقة الدوريات الأمنية داهمت أول من أمس أكثر من 12 ناقلة «شاحنة» محمَّلة بالأسمنت، وأحالت ملّاكها للتحقيق، وصادرت أكثر من 5 آلاف كيس أسمنت، وباعتها بالسعر الرسمي المحدَّد، وجاءت عمليات المداهمة في إطار خطة للقضاء على السوق السوداء، التي تنشط ببيع الأسمنت بأسعار مرتفعة، ومخالفة للتسعيرة المحددة في مدينة الرياض. وأكدت الوزارة ممثلة في الفِرق الميدانية أنها ستشدد على عدم مخالفة أنظمتها، وستواصل مداهمة السوق السوداء لبيع الأسمنت، برفقة الدوريات الأمنية تحسباً لأي طارئ.