منح فيلم "العذراء والاقباط وانا" للمخرج الفرنسي من اصل مصري نمير عبد المسيح جائزة احسن فيلم وثائقي في ختام الدورة الخامسة عشرة من مهرجان الاسماعيلية الدولي للافلام الوثائقية والقصيرة وقد علق عبد المسيح على نيله تلك الجائزة بقوله "اذا كانت المشاكل على هذه الشاكلة، فمرحبا بالمشاكل". وكان مدير المهرجان امير العمري نبه المخرج الى ان عرض الفيلم الذي يتناول في جانب منه ظروف الاقباط في صعيد مصر وواقع تهميشهم الاجتماعي وفقرهم، قد يثير بعض المشاكل، في مصر حيث قدم الفيلم للمرة الاولى. والفيلم ينطلق من رواية ظهور العذراء في مصر وهي مسألة تؤمن بها ام المخرج لينتقل الشريط الى مكان ذلك الظهور ومنه الى البيئة التي اتى منها اهل المخرج اصلا. العمل يتضمن الكثير من المحاور التي تسلط الضوء على الفقر والطيبة ويطفح بالسخرية كما يصور صعوبة العلاقة بين ام وابنها الذي يصر على معرفة حقيقة ظهور العذراء لتصبح هذه القضية محركا لفيلمه حتى النهاية وان اتت النتيجة مختلفة تماما عن نقطة الانطلاق. وكان هذا الفيلم عرض اولا في مهرجان الدوحة-تريبيكا حيث نال دعما لمرحلة ما بعد الانتاج كما عرض ضمن فعاليات مهرجان برلين في تظاهرة موازية وعرض في فرنسا في عدد من المهرجانات قبل ان يصل الى الاسماعيلية حيث حصل ايضا على جائزة الاتحاد الدولي للنقاد السينمائيين وعلى الجائزة الثالثة من جمعية النقاد المصريين. وقال نمير عبد المسيح عقب فوزه لوكالة فرانس برس "اعرف ان اهلي في الصعيد سيكونون فرحين اكثر مني، فهذه الجائزة لهم وساوصلها منذ الغد". اما عن سبب الاعجاب الذي يحظى به فيلمه فعزاه للانتباه الى طريقة "التعبير الحر للمشاركين في الفيلم والذين لم يكونوا ليخشوا الكاميرا وايضا من طريقة بنيان الفيلم التي تقترب من الروائي وهذا نحن غير معتادين عليه كثيرا في الافلام الوثائقية في مصر". ونال الفيلم الكوري الجنوبي "كوكب القواقع" للمخرج سن ين يي جائزة لجنة التحكيم لاحسن فيلم وثائقي طويل وتسلم الجائزة المخرج شخصيا. والفيلم يتوقف عند شخصية رجل شاب ضرير وفاقد للسمع يغير تعلمه لغة التفاهم بالاشارات من حياته وكذلك الحب الذي يربطه بامرأة تبذل من اجله الكثير. واعجب هذا الفيلم الدقيق والحساس حيث يذهب هذا الشاب الى كتابة الشعر والى محاولة العيش مثل بقية الناس، جمهور الاسماعيلية خصوصا لسلاسة عرضه وعمق طرحه. وسبق لهذا الفيلم ان فاز بجائزة في مهرجان تريبكا العام الماضي. وفي مسابقة الافلام الوثائقية القصيرة منحت جائزة احسن فيلم لشريط "مع فيديل مهما حدث" للمخرج الصربي جوران رادوفانوفيتش بينما حصل الفيلم المصري "في الطريق الى وسط البلد" للمخرج شريف البنداري على جائزة لجنة التحكيم. ومنحت قناة الجزيرة الوثائقية جائزتها المالية السنوية لهذا الفيلم ايضا، فيما حصل شريط "المراسل الحربي" للمخرج الكرواتي سلفاستر كولباس على تنويه خاص من لجنة التحكيم. وفي مسابقة الافلام القصيرة حصل شريط "جوبل" الروماني من اخراج رالوكا ديفيد على جائزة احسن فيلم فيما حصل شريط "الحاضنة" النمسوي للمخرج كريستوف كوشنيج على جائزة لجنة التحكيم التي نوهت ايضا بشريط "ادويج" للمخرجة الفرنسية- الجزائرية منية مدور. وفي مسابقة افلام التحريك كانت رومانيا ايضا هي الفائزة الاولى مع فيلم "المقهى الكبير" لبوغدان ميهايلسكو فيما منحت جائزة لجنة التحكيم لشريط "تصدع داخلي" للمخرج الاستوني هاري فولمر. وفي الجوائز الفرعية حصل فيلم "نص ثورة" لكل من المصريين كريم الحكيم وعمر شرجاوي وفيلم "يامو" للبناني رامي نيحاوي على جائزة جمعية النقاد السينمائيين المصريين. وفي الجوائز الموازية كذلك منحت جائزة "افضل فيلم يدافع عن قضايا المرأة" لشريط "ظل راجل" للمخرجة حنان عبدالله فيما حصل المخرج البحريني عمار الكوهيجي على تنويه خاص من لجنة التحكيم عن شريطه "وجوه". ووعد رئيس مهرجان الاسماعيلية ورئيس المركز القومي للسينما المخرج مجدي احمد علي بان تكون الدورات المقبلة من المهرجان افضل خاصة مع الشكوك الامنية التي رافقت انعقاد هذه الدورة والتي اعلنت خلالها نتائج الانتخابات الرئاسية المصرية. من ناحيته اشار مدير المهرجان امير العمري الى ان فريق العمل ورغم المعوقات حاول في فترة قصيرة تقديم ما استطاع من اجل تطوير المهرجان والانطلاق به الى الافضل وسعى لتقديم الجديد فيما يتعلق بالافلام وتوزيعها على مسابقات مختلفة. وحملت الدورة عنوان "الطريق الى الآخر" وتضمنت تحية للفنان الراحل صلاح مرعي الذي كان من الفاعلين في المهرجان وتولى ادارته لسنوات طويلة وعمل على تطويره. وتضمن المهرجان هذا العام عرضا لثلاثية غير مكتملة لشادي عبد السلام تم ترميمها حديثا كما تضمنت الدورة عروض نوستالجيا مصرية لكبار المخرجين المصريين في افلامهم الاولى القصيرة الروائية او الوثائقية مثل محمد خان وخيري بشارة ونبيهة لطفي وهشام نحاس وعلي بدرخان وعاطف الطيب.