قال مسؤولو استخبارات أميركيون إنه على رغم انشقاق بعض العسكريين في سورية فإن الدائرة المقربة من الرئيس بشار الأسد لا تزال متماسكة ورجحوا أن تتحول الانتفاضة المستمرة منذ 16 شهراً إلى صراع طويل. ويقضي هذا التقويم في ما يبدو على أي أمل أميركي في سقوط نظام الأسد قريباً من تلقاء نفسه. ورفضت إدارة أوباما التدخل العسكري في سورية متعللة بالافتقار إلى المساندة الدولية والانقسامات الطائفية في البلاد. وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض الثلثاء إن الأسد «يفقد شيئاً فشيئاً تماسك قبضته على بلده والعملية، بسبب رفضه التنحي، مروعة وكان لها أثر بالغ على الشعب السوري». لكن أجهزة الاستخبارات الأميركية التي تترقب عن كثب أي شقوق في الدائرة المحيطة بالأسد لا ترى أياً منها حتى الآن. وقال مسؤول استخبارات طلب عدم نشر اسمه إن الدائرة المقربة من الأسد والدائرة التي تليها «لا تزال صامدة بصورة كبيرة في دعم النظام والأسد». وقال الأسد أول من أمس إن سورية «في حالة حرب» وإن الغرب «يأخذ ولا يعطي أبداً». وعلى رغم تدهور الأوضاع في سورية ليس هناك مؤشر حتى الآن على رغبة في التدخل الغربي على غرار ما قام به حلف شمال الأطلسي في ليبيا للإطاحة بمعمر القذافي العام الماضي. ووصف الحلف أمس إسقاط القوات السورية لطائرة حربية تركية الأسبوع الماضي بأنه «غير مقبول» لكنه لم يصل إلى حد التهديد بالرد. وقال مسؤولو استخبارات أميركيون إن الانشقاقات عن قوات الأسد تحدث أساساً عند «المستويات الصغيرة والمتوسطة» وشملت عدداً محدوداً نسبياً من الضباط. ولم يقدم المسؤولون أرقاماً بعينها. وقال مسؤولون أميركيون إن قوات الأسد تخوض معارك كر وفر مع مقاتلي المعارضة توجه خلالها القوات الحكومية ضربة شديدة وبعدها يغير مقاتلو المعارضة من أساليبهم ويكتسبون زخماً ثم يعقب ذلك تكثيف الجيش السوري لهجماته مرة أخرى. وقال مسؤول الاستخبارات: «تقويمنا العام في ما يتعلق بالقتال هو أننا لا نزال نرى قوات النظام متماسكة نوعاً ما... إنها تعلمت بعض الدروس على مدى السنة ونصف السنة الماضية حول كيفية التعامل مع هذا النوع من التمرد». كما قال المسؤول إن عمليات مقاتلي المعارضة تزيد قوة ما يمهد الطريق لصراع طويل. وأضاف: «الطرفان يتأهبان لصراع طويل، نرى أن النظام ما زال يعتقد أن بإمكانه الانتصار في النهاية أو على الأقل يبدو مصراً على محاولة السيطرة وتتأهب المعارضة في الوقت ذاته في ما يبدو لمعركة طويلة». وذكر مسؤولو الاستخبارات أن روسيا قدمت إلى القوات السورية أنظمة دفاع جوي متقدمة إلى جانب طائرات هليكوبتر هجومية كما أن إيران و «حزب الله» قدما لها مساعدات قتالية وغير قتالية مثل الأسلحة الصغيرة ومعدات الاتصالات وأدوات مكافحة الشغب. وتعتبر الاستخبارات الأميركية حكومة الأسد في مرحلة الانحدار. وقال مسؤول استخبارات: «من الصعب جداً على النظام أن يقمع المعارضة بشكل كامل وأعتقد حقاً أن الاتجاه العام للنظام هو الانحدار». وأضاف المسؤول أنه كلما طالت فترة العنف كلما زاد احتمال نشوب حرب أهلية مماثلة لما شهده العراق بين 2005 و2007 وفي هذا السيناريو فإن سيطرة الأسد ستقتصر على حكومة تفتقر إلى السلطة أو على جزء من سورية بعد فقد السيطرة على أجزاء أخرى من البلاد. وتابع قائلاً إن من السيناريوات الأخرى أن يرى بعض النخبة من السنة وبعض العلويين أن حل هذه الأزمة يكمن في «قتل الأسد أو تنحيته» ومحاولة التوصل إلى شكل من أشكال نقل السلطة. وهناك سيناريو آخر وهو أن يواصل العلويون القتال بضراوة وتتقلص أعدادهم بمرور الوقت مما يؤدي إلى انهيار حكومة الأسد وإحداث اضطرابات من دون وجود أي جهة تسيطر سيطرة كاملة على البلاد. وقال مسؤول الاستخبارات: «يوجد قطعاً عدد من النتائج هنا أعتقد أنها ممكنة وفي الوقت الحالي لن يمكنني تغليب إحداها على الأخرى».