ودّع فنانو الأردن زميلهم عثمان الشمايلة الذي توفي السبت الماضي بعد معاناة طويلة مع المرض. وسبقت الدموع خطوات الفنانين والمحبين إلى جثمانه الذي أنهكه الوجع والتهميش، ما دفعه مرغماً إلى اعتزال الفن. وأثار موت الشمايلة الذي كان متوقعاً بسبب معاناته من تشمّع الكبد، صدمة بين صفوف الفنانين الأردنيين، الذين استقبلوا الخبر وهم يعتصمون في خيمة نصبوها أمام مقر نقابتهم في عمّان منذ أكثر من أسبوعين، احتجاجاً على ما قالوا إنه «تهميش رسمي متعمد يستهدف حالتهم الإبداعية». ومثلما كان الشمايلة ممثلاً تراجيدياً وكوميدياً كان موته درامياً، وفق الكثير من رفاقه. وفي زاوية حزينة من قلبه، احتفظ الشمايلة بعذابات الفنان الأردني وهمومه بعد أن غيّب قسراً عن شاشة التلفزيون الرسمية، وفقاً لما قالته الفنانة جولييت عواد التي ظلت لساعات تذرف الدموع داخل خيمة الاعتصام. فنانون أردنيون قالوا ل «الحياة» إن الأقدار «شاءت أن تفقد الحركة الفنية الأردنية أحد رموزها أثناء اعتصام تقوم به، رداً على التهميش الرسمي للفن والفنان في الأردن». ونعت نقابة الفنانين الأردنيين الشمايلة، معتبرة أن الراحل «كان من القامات الفنية التي قدّمت للوطن عصارة إبداعها وتميّزها، والتي ساهمت في بناء الذاكرة والهوية الأردنيتين». واستذكرت منجزات «الفقيد الذي لم يروّج يوماً لحكومات أو وزراء أو مسؤولين». نقيب الفنانين حسين الخطيب الذي نعى الشمايلة من على منصة المتحدثين باعتصام النقابة، قال إن الفقيد «ساهم في إثراء العمل المسرحي الأردني». وقال ل «الحياة» إن «الشعور بالغبن الذي تعرض له الفنان الأردني وجد طريقه إلى داخل الشمايلة، فلم يكن يقوى على دفع فاتورة العلاج!». وفي زاوية أخرى من خيمة الاعتصام، جلس نائب نقيب الفنانين ساري الأسعد محاولاً لملمة أشجانه وزفراته المخنوقة، على وفاة صديق رافقه في الكثير من الأعمال الفنية. وتنقل الفنانة سهير فهد آخر كلمات رددها الشمايلة وهو على سرير المرض، «دعوا خيمة اعتصامكم بيضاء بيضاء نقية!». وتوفي الشمايلة في مدينة الحسين الطبية، وكان قبلها بأيام قليلة وجّه نداء إلى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني لإنقاذ حياته، بعدما وصل إلى مرحلة حرجة مع المرض، وأمر الملك وقتها بمعالجته على نفقته الخاصة. والشمايلة من مواليد مدينة الكرك الجنوبية عام 1957، وله الكثير من الأعمال المسرحية والتلفزيونية، أهمها «وادي النسا» و«يا أنا يا هو» و«مين فينا المجنون» و«المنحوس» و«من حقي اتزوج» و«التجربة الأميركية» و«محاكمة فنس بن شعفاط». ومن المسلسلات التي قدمها «عيلة أبو حرب» و«البريء» و«محاكم بلا سجون» و«هبوب الريح» و«الثغرة».