ضرب لاعب وسط المنتخب الإسباني لكرة القدم تشابي ألونسو أكثر من عصفور بحجر واحد، إذ قاد منتخب بلاده لبلوغ نصف نهائي كأس الأمم الأوروبية 2012 بالفوز على نظيره الفرنسي وهو أول انتصار لأسبانيا على فرنسا في المباريات الرسمية، فضلاً عن احتفال تشابي بخوض المباراة الدولية رقم 100 مع «الماتادور». وأحرز لاعب وسط ريال مدريد الإسباني هدفي المباراة التي أقيمت على ملعب «دونباس أرينا» بمدينة دونيتسك الأوكرانية، لتضمن أسبانيا الاستمرار في رحلة الدفاع عن لقبها إذ ستواجه جارته البرتغال التي هزمت التشيخ بهدف. وولد ألونسو في عائلة تعتبر مصدرة للاعبي كرة القدم المميزين، فأبوه بيريكو ألونسو فاز بالدوري الإسباني مرتين مع نادي ريال سوسيداد، ومرة ثالثة بعد انتقاله لبرشلونة الإسباني، كما فاز ب20 مسابقة طوال مسيرته الكروية. ولد ألونسو في مدينة تولوسا الواقعة في إقليم الباسك شمال إسبانيا، وعاش أول 6 سنوات من حياته في برشلونة، لكنه سرعان ما انتقل إلى العيش في سان سيبستيان. بدأ ألونسو بلمس الكرة على رمال شواطئ الباسك في إسبانيا رفقة أخيه الأكبر مايكل أرتيرا، وأبيهما بيريكو الذي اكتشف أن الاثنين يتمتعان بقدرات تكنيكية عالية، لذا قرر الأب تسجيل تشابي وأخيه مايكل في نادي «سي إي ساباديل» للتدرب مع بعضهما. وفي ال15 من عمره قرر ألونسو وأخوه اللعب مع بعضهما في نادي ريال سوسيداد، إذ كانا يلعبان مباريات في عطلة نهاية الأسبوع، وسرعان ما انتقل أخوه أرتيرا للعب في برشلونة لكن تشابي قرر البقاء في صفوف ريال سوسيداد. وفي ال18 من عمره تابع ألونسو لعبه مع سوسيداد حتى أتيحت له أول فرصة للعب مع الفريق ضد فريق لوغرونييز في كانون الأول (ديسمبر) 1999 في بطولة الكوب ديل ري كأس ملك إسبانيا، لكنه بعدها فشل في أن يلعب مرة أخرى مع الفريق. وفي موسم 2001 أرسل المدرب خافيير كليمينتي اللاعب لصفوف نادي إيبار لاكتساب المزيد من الخبرة ثم العودة إلى النادي من جديد، وبعد عام ومع تغيير المدرب ليصبح جون توشاك الذي تسلم الفريق وهو في منطقة الهبوط، أحضر ألونسو من جديد للنادي وعينه قائداً للفريق، إذ استطاع ألونسو قيادة سوسيداد إلى تفادي الهبوط وإنهاء الموسم بالمركز ال14. لكن الموسم الأفضل له على الإطلاق مع ريال سوسيداد كان 2003 الذي حقق فيه الفريق أفضل ترتيب منذ موسم 1982 عندما فاز ب«الليغا»، ففي هذا الموسم حقق ريال سوسيداد المركز الثاني في الترتيب خلف ريال مدريد، وحصل على مقعد يؤهله للعب في دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى. وحصل ألونسو على العديد من الجوائز في ذاك العام، أبرزها جائزة مجلة دون بالون الإسبانية لأفضل لاعب إسباني، وسجل وقتها 12 هدفاً في جميع المسابقات التي خاضها. وانتقل ألونسو من ريال سوسيداد إلى ليفربول في صيف 2004 مع زميله في المنتخب لويس غارسيا، ليكونا دعامة أساسية في حقبة جديدة لليفربول مع الإسبان، وبالطبع القائد رافئيل بينيتيز فضل ضم الإسبان «أبناء جلدته»، ونجح بهذا وأحدث ثورة حقيقية بالنادي أثرت بشكل أو بآخر على المنتخب الإسباني أيضاً، الذي بدأ بتحقيق النجاحات شيئاً فشيئاً حتى وصوله إلى قمة الهرم الأوروبي. وضربت الإصابة ألونسو مجدداً مع بداية عام 2008، وخلال الأشهر الأولى من العام الجديد لاقى ألونسو منافسة شديدة للحصول على مكان أساسي مع وجود المتألقين ماسكيرانو ولوكاس لييفا، إلا أن ألونسو أكد للجميع أنه اللاعب الذي يمكنه التحكم بمجريات المباريات لوحده، وأجبر بينيتيز على إشراكه مع ماسكيرانو ليشكلا ثنائياً رائعاً. وفي 2009 انتقل ألونسو إلى ريال مدريد بصفقة تصل إلى 30 مليون يورو وراتب يقدر ب4.5 مليون يورو، ليدافع عن ألوان ريال مدريد لخمسة مواسم مقبلة. في موسم 2012 بدأ بمبارة كبيرة ضد برشلونة في كأس السوبر الإسباني، وسجل الونسو هدفاً ضد برشلونة في مبارة الذهاب التي انتهت 2-2، وخسر ريال مدريد مبارة الاياب 2-3، ثم توج مشواره بالفوز بالدوري الإسباني لهذا الموسم قبل ان يترك بصمة غائرة في يورو 2012.