شهدت العاصمة الفرنسية، مطلع الشهر الجاري، افتتاح مبنى لافت في حي شعبي في الدائرة العاشرة، وفي شارع «بارادي» بالتحديد أي شارع «الجنة». ويحمل المبنى تسمية Le Manoir de Paris (قصر باريس) الذي يفترض أن ينافس مثيله اللندني «لندن دانجن» (سجن لندن)، المشهور بتخصصه في تجربة التسلية المقترنة بالرعب التي يخوضها هواة النوع من السياح في العاصمة البريطانية، وذلك بمساعدة ممثلين متنكرين، ليضفوا إثارة حيّة على رحلة في خيال أحد أكثر سجون العالم شهرة. ويعتنق «قصر باريس» المبدأ ذاته، إذ يسمح لرواده بالتنزه في دهاليز مظلمة تسودها أصوات صراخ (كما لو أن أحداً يخضع للتعذيب) وضحك (شرير) وتنهدات (ألم)، إضافة إلى سرد متواصل لأساطير معروفة مثل «أحدب نوتردام» و«شبح الأوبرا» و«مصاص الدماء» و«فرانكشتاين» وغيرها، في قاعات القصر ال23. ولا تكتمل الزيارة إلا بالشخصيات المرعبة التي يلتقيها المتجول في الدهاليز والقاعات، وقد تسعى إلى عضه أو سفك دمه، وعليه بالتالي الفرار منها. وعينت إدارة القصر لهذه المهمة ممثلين يختبئون في أرجاء المكان، متنكرين في أشكال أبطال الأساطير المذكورة، ثم يظهرون فجأة أمام الزائر لسد الطريق في وجهه أو خلفه، ويركضون خلفه ويلمسونه كأنهم سيقبضون عليه. ولا شك في أن القصر سيعجب كل من يهوى أفلام الرعب أو قراءة كتب الإثارة. علماً أنه محظور على الأطفال دون العاشرة من العمر، كما يحذّر من دخوله أصحاب الأعصاب الضعيفة ومن زرعت في قلوبهم أجهزة تنظيم دقّات القلب. وانتهزت الشركة السينمائية الموزعة لفيلم «أبراهام لينكولن مطارد مصاصي الدماء»، وهو فيلم رعب وسيبدأ عرضه في الصالات قريباً، مناسبة افتتاح القصر، فأدخلت إليه عرضاً موقتاً، سيستمر حتى منتصف تموز (يوليو) المقبل، فتعرض حبكة الفيلم، ويُسمح لجمهور القصر بلقاء شخصياته الأساسية أي مصاصي الدماء.