تراجعت أمس وتيرة التظاهرات المناهظة لنظام الحكم في السودان، بحسب الاعلام الحكومي الذي قال ان عددا محدودا من المحتجين خرجوا في جنوبالخرطوم وولاية القضارف في شرق السودان، في وقت اعتقلت السلطات أعضاء في هيئة تحالف المعارضة بذريعة تحريض المواطنين على المشاركة في التظاهرات. فيما نقلت قناة «العربية» الفضائية عن شهود عيان ان رجال الامن كانوا يحاصرون مساء مقر حزب الامة المعارض بزعامة الصادق المهدي في الخرطوم. وخرج مواطنون غاضبون في جنوبالخرطوم أمس، ونددوا بالغلاء مرددين هتافات مناهضة للحكومة، ومطالبة باسقاط نظام الرئيس عمر البشير. ومن الهتافات التي رددها المحتجون: «الشعب يريد إسقاط النظام»، و «الشعب فقير يا البشير والشعب جائع يا البشير» و «الشعب يريد... نظام جديد». وأحرق المتظاهرون إطارات السيارات وأغلقوا طرقا قبل أن تتصدى لهم الشرطة مستخدمة الغاز المسيل للدموع والهراوات لتفريقهم. وقالت شرطة ولاية الخرطوم إنها احتوت تظاهرات وصفتها بالمحدودة في بعض مناطق الولاية، وأقرت باتلاف إحدى مركباتها، ما اضطر جنودها لاستخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين من دون حدوث أي إصابات وسط المواطنين أو الشرطة. وأوضح مسؤول دائرة الجنايات في شرطة الخرطوم اللواء محمد أحمد علي، في بيان، أن عدداً من المواطنين لا يتجاوز 150 فرداً اعتدوا على قوة الشرطة وأتلفوا إحدى مركبات الشرطة. وشدد البيان على أن الموقف تحت السيطرة وأن الشرطة لم تستخدم أي سلاح ناري أو مطاطي، بعكس ما ورد في عدد من الفضائيات. لكنه أشار إلى أن الشرطة نشرت عدداً من القوات لتأمين المواقع الاستراتيجية والحيوية في العاصمة إلى جانب تأمين المواطنين وممتلكاتهم. في غضون ذلك، قالت هيئة قوى تحالف المعارضة إن جهاز الأمن والمخابرات اعتقل امس خمسة من أعضائها من دون تقديم أي أسباب. وأوضحت أن السلطات الأمنية اعتقلت الأمين العام للحزب العربي الناصري المحامي ساطع محمد الحاج وعضو الحزب منذر أبو المعالي ومسؤول العلاقات الإعلامية لحزب البعث العربي (قُطر السودان) محمد ضياء الدين وعضو آخر في الحزب، بالإضافة إلى مسؤول حزب المؤتمر السوداني المعارض محمد فريد بيومي. وأكدت أن الاعتقال شمل أيضاً سبعة من شباب حزب المؤتمر السوداني عقب اقتحام قوات الأمن مقر الحزب في أم درمان فجر أمس. واعتبر رئيس الهيئة فاروق أبو عيسى الاعتقالات تصعيداً غير مبرر، مشيراً إلى المعتقلين كانوا يمارسون حقوقهم الدستورية في التظاهر ضد إجراءات الحكومة «التي أوصلت البلاد إلى مرحلة المجاعة». ورأى أن الاعتقالات ستزيد من الاستقطاب والنيران الملتهبة في الشارع السوداني. وزاد: «السودان مثله مثل أي شعب آخر في المنطقة لن يظل صامتاً على ما ترتكبه الحكومة من أخطاء». وأضاف أبو عيسى أن الأزمة الحالية «لن تحلها الإجراءات القمعية التي تمارسها أجهزة الحكومة»، مؤكداً وقوف الهيئة مع «ضرورة تغيير نظام الحكم بآخر يراعي مصالح الشعب قبل مصالح أعضائه». وكانت الاعتقالات شملت الأسبوع الماضي مرشح رئاسة الجمهورية السابق كامل إدريس والمهندس محمد البوشي بجانب عضو حزب البعث العربي عادل خلف الله. واتهم مسؤول الإعلام في حزب المؤتمر الوطني الحاكم بدر الدين أحمد المعارضة بتحريض المواطنين على التظاهر، وقال إن السلطات ستتعامل وفق القانون، ولن تسمح بالتخريب، مقللاً من تحركات المعارضة ورأى انه ليس لها هدف محدد.