استخدمت الشرطة السودانية الهراوات وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق تظاهرات متفرقة في الخرطوموأم درمان، شارك فيها شبان وطلاب دعوا الى استقالة حكومة الخرطوم، بعد تلقيهم دعوات للتظاهر عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل «فيسبوك» تستلهم التجربتين المصرية والتونسية. وفض مئات من عناصر قوات الأمن المسلحين مجموعات من المتظاهرين الشبان في وسط الخرطوم وطوقوا مداخل أربع جامعات في العاصمة واستخدموا الغاز المسيل للدموع والضرب لتفريق الطلاب في ثلاث منها. واعتقلوا عددا من المشاركين. وضربت الشرطة المحتجين بالعصي وهم يرددون هتافات مناهضة للحكومة مثل «نموت نموت ويحيا السودان» و «ثورة ثورة حتى النصر». وكانت مجموعات من الشبان دعت المواطنين السودانيين عبر مواقع الانترنت إلى الخروج إلى الشوارع. وأطلقت هذه المجموعات التي تضم نحو 15 ألف عضو، على نفسها أسماء مثل «شباب من أجل التغيير» و «الشعلة» و «قرفنا»، وأعلنت أنها ستواصل التظاهر ليلاً وسط الأحياء السكنية. وتظاهر مئات من طلاب «الجامعة الإسلامية» في أم درمان مرددين هتافات مناهضة للرئيس عمر حسن البشير، واشتبكوا مع قوة مكافحة الشغب التي اعتقلت عدداً منهم. كما وقعت مواجهات مماثلة أمام مقر «الجامعة الأهلية». وفي الخرطوم تظاهر نحو مئتي شاب قرب القصر الرئاسي مرددين «نريد تغييراً». وتجمع عشرات المتظاهرين في ميدان جاكسون المزدحم في وسط العاصمة، لكن الشرطة فرقتهم وأوقفت بعضهم. وبلغ عدد المعتقلين حتى مساء أمس نحو خمسين غالبيتهم من الطلاب إضافة الى أربعة صحافيين. ومنعت السلطات الصحافيين من التقاط صور للتظاهرات. وقالت جماعة «شباب من أجل التغيير» في صفحتها على موقع «فيسبوك» أن «شعب السودان لن يبقى صامتاً بعد الآن، وان الوقت حان للمطالبة بحقوق السودانيين والحصول عليها من خلال تظاهرات سلمية لن تشمل أي أعمال تخريب». وقالت جماعة «قرفنا» المطالبة بالديموقراطية إن «تسعة من أعضائها اعتقلوا في الليلة السابقة على الاحتجاجات». وحملت العناوين الرئيسية للصحف الموالية للحكومة تحذيرات من تنظيم الاحتجاجات التي قالت إنها ستؤدي الى الفوضى والاضطراب. ويمر السودان بأزمة اقتصادية عميقة يقول محللون إن سببها الإفراط في الإنفاق الحكومي والسياسات الحكومية غير الرشيدة. وأدت كلفة الواردات الضخمة الى نقص العملات الأجنبية وأجبرت السودان على تخفيض عملته العام الماضي الأمر الذي أدى الى تضخم متصاعد. وخفضت الحكومة في وقت سابق هذا الشهر دعم المنتجات النفطية والسلع الرئيسية مثل السكر الأمر الذي أثار احتجاجات صغيرة في أنحاء شمال البلاد. وتزامنت احتجاجات الخرطوم مع أول إعلان رسمي لنتائج الاستفتاء على انفصال جنوب السودان. وأظهرت الأرقام تصويت غالبية كاسحة لمصلحة الانفصال بلغت 98.83 في المئة.