يمكن من دون تحفظ وصف ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز بأنه «شعبي»، ومتاح لقاؤه بالنسبة إلى من يريدون لقاءه لقضاء حوائجهم وحل مشكلاتهم. فقد أَلِفَه أهل الرياض - مواطنون ومقيمون - على مدى عقود، وهو يشرِّف الاحتفالات، ويصَّلي على الأموات، ويفتح مجلسه لكل من طلب عونه. وهو مواظب على ديبلوماسية «المجلس المفتوح»، إلى درجة أنه يعتذر في الصحف إذا ما اضطرته ضرورة قاهرة لعدم التمكن من إقامة مجلسه الأسبوعي المعتاد. بيد أن ثمة خصلة من خصال الأمير سلمان بن عبدالعزيز لا يعرفها عنه إلا من عملوا معه: أنه يحترم المواعيد، ويسبق موظفيه إلى مكان العمل، فلا يتأخر عن السابعة صباحاً ليباشر دوامه كل يوم. وذكر موظفون في إمارة منطقة الرياض تحدثوا إلى «الحياة» أنهم لم يألفوا أمير الرياض السابق الأمير سلمان بن عبدالعزيز إلا وهو قبلهم في طريق الملك فهد للوصول إلى مقر الإمارة وسط المدينة في حي الديرة، وأن الوقت لا يتعدى السابعة صباحاً إلا ويكون الأمير سلمان في مكتبه، ليبدأ استقبال المواطنين الذين يأتون إلى الإمارة للالتقاء بأمير المنطقة. ويُعرف عن ولي العهد الأمير سلمان أنه من أشد الناس ضبطاً للوقت، واحتراماً لمواعيده، فلا تأتي مناسبة على شرفه إلا وهو حاضر في الوقت المحدد. ويحرص على حضور كل احتفالات المدينة صباحاً أو مساء. ويشتهر ولي العهد بالمواعيد المبكرة لاستقبال الشخصيات التي تزوره في الإمارة ووزارة الدفاع، فهو يستقبل الوزراء والسفراء والعلماء وكبار المسؤولين في الدولة في الصباح الباكر. وقال أمير منطقة الرياض الأمير سطام بن عبدالعزيز: «لم يكن ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز حاكماً إدارياً على منطقة الرياض فقط، بل كان في الحقيقة رجل الدولة المحنك، الحاضر دائماً في صياغة قراراتها وصناعة مواقفها وتكييف علاقاتها الخارجية، وفق ما تقتضيه مصلحة الوطن، وربما كان أقرب وصف له أنه دولة في رجل، ويكفي لإثبات ذلك استقراء تاريخه القيادي والسياسي، ليظهر من مجموع مسؤولياته ومواقفه ومهماته، كما يُحسن فن القيادة، ويتقن المعادلات السياسية، ويحكم القبضة على ما يتولاه بمنهج يجمع بين الحزم واللين، مع مهارة فائقة في التعامل مع المواطنين وفق طبائعهم المختلفة».