تؤكد الوقائع والأحداث المتتالية أن ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز من أدق الناس في أعمالهم وأوقاتهم قبل أن يكون في وزارة الدفاع، في إمارة منطقة الرياض التي سابق فيها الموظفين في الوصول إلى مكتبه في تمام الساعة السابعة من صباح كل يوم. ويؤكد موظفون في إمارة منطقة الرياض تحدثوا إلى «الحياة» أنهم لم يألفوا أميرهم – حينذاك- الأمير سلمان بن عبدالعزيز إلا وهو قبلهم في الطريق الرئيسي في مدينة الرياض (طريق الملك فهد) للوصول على إلى مكتب الإمارة والقابع في وسط المدينة، في حي الديرة، مؤكدين أن الوقت في كثير من الأحيان لم يتعد السابعة إلا والأمير في مكتبه يبدأ باستقبال المواطنين الذي يقدمون إلى الإمارة للالتقاء بأمير المنطقة. ويعرف عن ولي العهد الأمير سلمان بأنه من أشد الناس ضبطاً للوقت، واحتراما لمواعيده، فلا تأتي مناسبة على شرفه إلا وهو حاضر في الوقت الموعود، من دون تأخر، ويكون في الوقت ذاته حاضرا في كل احتفالات المدينة صباحاً أو مساء. ويشتهر ولي العهد بالمواعيد المبكرة لاستقبال الشخصيات التي تزوره في الإمارة ووزارة الدفاع، فهو يستقبل الوزراء والسفراء والعلماء وكبار المسؤولين في الدولة في الصباح الباكر، ويتناقش في كل ما فيه خير البلاد والعباد. وقال أمير منطقة الرياض الأمير سطام بن عبدالعزيز: « لم يكن ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز حاكماً إدارياً على منطقة الرياض فقط، بل كان في الحقيقة رجل الدولة المحنك الحاضر دائماً في صياغة قراراتها وصناعة مواقفها وتكييف علاقاتها الخارجية وفق ما تقتضيه مصلحة الوطن وربما كان أقرب وصف له أنه دولة في رجل ويكفي لإثبات ذلك استقراء تاريخه القيادي والسياسي ليظهر من مجموع مسؤولياته ومواقفه ومهامه، كما يحسن فن القيادة ويتقن المعادلات السياسية ويحكم القبضة على ما يتولاه بمنهج يجمع بين الحزم واللين مع مهارة فائقة في التعامل مع المواطنين وفق طبائعهم المختلفة». وأضاف أمير منطقة الرياض في كلمة له قدم فيها العدد الخاص (17) من مجلة إمارة منطقة الرياض الذي صدر بعنوان: (سلمان.. مهندس الإنجازات): «لعل توليه إمارة أهم منطقة في نسيج الوطن، وهي منطقة الرياض يقوم شاهداً على ما يتحلى به من مقومات القيادة منذ أن كان في بدايات عمره، فالرياض هي مركز الدولة وعاصمتها وقلبها النابض والإمارة عليها تستلزم شخصية تمتلك أدوات نوعية ومؤهلات فطرية تمليها خصوصية المنطقة واتساعها الكبير وتركيبتها المعقدة، فالأنظار نحوها مشدودة والأحداث فيها أياً كان نوعها ذائعة متداولة وما دامت كذلك فيجب أن تكون هي المثال المحتذى لمناطق المملكة الأخرى في كل شؤونها وكان ولي العهد الأمير سلمان يدرك هذه الخصوصية لمنطقة الرياض طول مدة إمارته عليها التي دامت أكثر من 50 عاماً فنجح بامتياز في اجتياز هذا التحدي الكبير صانعاً من الرياض عاصمة مشرقة مشرفة للوطن في أمنها ونهضتها وخدماتها واتساعها المدروس وتقدمها السريع الذي كان يراعي فيه ولي العهد الأمير سلمان مسألة الحفاظ على الهوية بجعل الأصالة هي طابع التطوير وكانت كل تلك الانجازات تتحرك بفكر قيادي يقيس النجاح بما يتحقق على الأرض لا بما في النفس من الأفكار والخطط، وبهذا كان ولي العهد الأمير سلمان يفضل الصمت ليجعل الإنجازات هي التي تتحدث». وأوضح الأمير سطام أن من أبرز ملامح النهج القيادي لولي العهد الأمير سلمان في مدة توليه إمارة منطقة الرياض إيمانه بمبدأ أن واجب المسؤول خدمة المكان وأهله ليجعل المكان ومن فيه خدماً له، ودليل هذا الإيمان يتجلى في طبيعة العلاقة التي كانت تربطه بالرياض، فقد كانت مرتكزة على المحبة والعشق حتى عرفت الرياض به وعرف هو بها وكان كثيراً ما يشعر أنها كائن حي يتأثر ويستجيب فكان هذا الإحساس باعثاً له على بذل أقصى درجات الجهد والإخلاص.