اكتشف 75 ألف مبتعث سعودي، أو أكثر، إضافة إلى عائلاتهم المرافقة لهم، أنهم يعيشون تحت خط الفقر الأميركي، وفقاً لدراسات أكاديمية «أميركية وسعودية» تؤكد أن مكافأة الطالب السعودي تمنحه لقب «فقير» مقارنة بالحد الأدنى المترنح بين 2500 و3000 دولار. ينال المبتعث منفرداً مكافأة 1847 دولاراً، يتم رفدها بمبلغ 977 دولاراً للمرافق البالغ، فيما محصلة جمعهما وتقسيمها تشير إلى أن 1412 دولاراً هي استحقاق الرأس البالغ، ثم يهوي المعدل إلى 1032 دولاراً في حال وجود طفل واحد، وإلى 842 دولاراً «للرأس» في حال وجود رجل وزوجته وطفلين، النتيجة تدرج نحو فقر أكثر في حال زيادة عدد الأطفال البالغ أعمارهم من دون ستة أعوام، فيما المدد يأتي فقط في حال تحويل بعض المرافقين البالغين إلى مبتعثين. وكانت جامعة «روبرت مورس» أجازت رسالة ماجستير للطالب «مهند حمد النجيدي»، تنصح بضرورة إغاثة المبتعث السعودي وأسرته بتغطية تكاليف حضانة الأطفال «ستة أعوام أو أقل»، مع الإشارة إلى ضرورة «تدبيل أو أكثر» قيمة المكافأة الممنوحة لهم خارج دائرتها الضيقة والمحصورة حالياً بمبلغ 273 دولاراً، مقارنة بالفاتورة الشهرية لمدارس الحضانة الأميركية المرتبطة بمعدل سعر متوسط لا يقل عن 1000 دولار. أشارت الدراسة إلى أن أسعار الكتب تلتهم جزءاً لا يستهان به من مكافأة المبتعث، حتى وإن كان معظمها منخفض القيمة، فإن بعضاً منها تتجاوز قيمته «300 دولار»، ويكاد يكون الكتاب أهم في حياة المبتعث من لقمة العيش، لأن انعدامه قد يؤدي إلى إخراجه من غاية وجوده كمبتعث ويصيب البرنامج كاملاً في مقتل. توصي الدراسة بزيادة مكافأة المبتعث بما يفوق 30 في المئة، مستهدفاً مبلغ 2400 دولار، وهو رقم يلامس خط الفقر من القاع، و50 في المئة للمرافق ميمماً نحو 1400 دولار، فيما الخاسر الأكبر في واقع الحال والطموحات بتحقيق زيادة هم المبتعثون المقيمون في ولايات أميركية لديها غلو في مؤشرات الضرائب المفروضة. يزيد من قسوة المآزق كون معظم المنتمين لبرنامج الابتعاث هم من صغار سن ينحدرون من أسر سعودية يعيشون حالات كفاف لا تمنحهم نجدة فلذات أكبادهم بلمم من ريالات يتم تحويلها شهرياً، وحدهم أبناء العائلات الثرية يستطيعون تجاوز عقبات مالية طارئة. تجاور كندا أميركا في الأرض وأنماط الحياة، هناك يحوز المبتعث على مكافأة أكبر، فعندما يكون مبتعث وزوجته وطفلان فإن 4917 دولاراً كندياً استحقاق شهري لهم، ومع الإشارة إلى أن الدولار الكندي ذو قيمة أعلى من شقيقه الأميركي، فإن متوسط مكافأة الفرد في هكذا أسرة يصبح 1639 دولاراً كندياً، ولا حاجة لمعرفة خط فقر أدنى في أرض حلم الهجرة العالمي. تفرض قوانين أميركية ممانعة صارمة تجاه ممارسة طلاب أجانب مبتعثين العمل حتى بنظام الساعات المتكفل بمساندة الطلاب الأميركان بثمانية دولارات مقابل كل ساعة عمل كحد أدنى، وهو متاح للطلبة حملة «غرين كارد» أو جنسية أميركية، فيما مجرد محاولة المبتعث السعودي حيازة أحدهما يعني «لم عفشك، وروح إلى أمك» وفق صرامة قوانين وزارة التعليم العالي السعودية تجاه هذه الرغبة. تأتي الخلاصة على النحو الآتي، وجوب أن تتم إعادة تقويم تكاليف حياة المبتعث وأسرته في الولاياتالمتحدة الأميركية، أعتقد أن صياغة التقويم الجديد يجب أن يكتبوه هناك في أميركا، بعد قيامهم بدراسات على أرض الواقع، وليس في مبنى وزارة التعليم العالي بالرياض، إذ رفاهية المكاتب الفاخرة، وقريب من بوفيه «القريات» و«سندويتشات» أبو ريالين، أو تسعة ريالات في مقابل نصف دجاجة مع الرز من أقرب مطعم بخاري. [email protected] @jeddah9000