ترجلت عن جوادك المطهّم يا نايف بن عبدالعزيز، لتحلّق بروحك إلى بارئها. ناداك خالقك، فطأطت الجبين مستجيباً وأجبت. وهاهم أولاء، كل من أحبوك، وأحاطوك بدعواتهم الطاهرة، وأيديهم التي ترفع أكف الضراعة إلى الرحمن الرحيم، جاؤوا إلى هنا، حيث تكون الصلاة عليك بمئة ألف صلاة، كلهم فؤاد واحد، ليصطفّوا زحاما زحاماً، موجا موجاً، صفّا صفّاً؛ ليصلّوا عليك. لم يودعوك ويعودوا إلى ديارهم، وإنما هم بتيه الحزن أشتات، تنتفض عواصم وتستيقظ، وتستجيب مآذن ومحاريب في شتى أصقاع البلدان، فترتفع أيادي الموتورين أولاً إلى الأعين، تمسح دمعاً زخاخاً، ثم تهبط أرضًا، وتنحني الجذوع لتحملَ الجسد المسجّى، وتهيلَ عليك من الدعوات المخلصة، سائلة لك من ربك الكريم شآبيب الرحمات، وحسن الجواب على السؤال، والتثبيت بالقول الثابت. فرحمك الله وأسكنك فسيح جناتك.