بعد يومين من الهدوء في غزة بموجب اتفاق تهدئة لمدة 72 ساعة، قتل خمسة أشخاص، بينهم صحافي إيطالي، في انفجار عرضي في القطاع أمس، بينما استأنف الإسرائيليون والفلسطينيون مفاوضاتهم غير المباشرة الشاقة في القاهرة. وقتل الصحافي الإيطالي كاميلي سيموني، كما استشهد أربعة فلسطينيين هم الصحافي علي أبو عفش وثلاثة ضباط من سلاح هندسة المتفجرات، وأصيب المصور الفوتوغرافي الفلسطيني حاتم موسى بجروح خطرة إثر انفجار صاروخٍ إسرائيلي من مخلفات الاحتلال في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع صباح امس. وكان طاقم هندسة المتفجرات يعمل على تفكيك صاروخ أطلقته طائرة حربية إسرائيلية أميركية الصنع على البلدة ولم ينفجر، بوجود الصحافيين الثلاثة. وأعلنت وزارة الخارجية الإيطالية في بيان أن الصحافي الإيطالي هو سيموني كاميلي، ونقل عن وزيرة الخارجية فيديريكا موغيريني قولها ان «موت كاميلي مأساة لعائلته وللبلد. مرة أخرى يدفع صحافي ثمن حرب مستمرة منذ سنوات طويلة». من جانبها، أكدت وكالة «أسوشيتد برس» أن كاميلي يبلغ من العمر 35 عاماً ويعمل فيها منذ عام 2005، مضيفة أن مصورها الفلسطيني حاتم موسى أصيب بجروح خطيرة في الانفجار. وكان الناطق باسم وزارة الداخلية في غزة أياد البزم أعلن «استشهاد عدد من أفراد هندسة المتفجرات أثناء قيامهم بتفكيك صاروخ من مخلفات الاحتلال في منطقة بيت لاهيا (شمال قطاع غزة)، بينهم مسؤول هندسة المتفجرات في شمال قطاع غزة الرائد تيسير الحوم». في هذه الأثناء، يترقب «الغزيون» ما ستسفر عنه مفاوضات القاهرة لكي يقرروا هل سيعودون للاستقرار في منازلهم التي سلمت من الدمار، أو العودة الى مدارس «وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين» (أونروا)، أو اللجوء ثانية الى منازل أقاربهم في أحياء أكثر أمناً. ويقول أحمد سميح (30 عاماً) الذي عاد الى منزله في بلدة العطاطرة شمال قطاع غزة خلال أيام التهدئة بعد أسابيع قضاها في منزل أقاربه وسط مدينة غزة خلال الحرب الإسرائيلية: «أتابع الأخبار لأعرف إذا كانوا سيتفقون على تهدئة، لأعرف أن أبقى هنا في منزلي أم أعود لمنزل أقاربي». أما سهير عبد العال (42 عاماً) من بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، والتي لجأت الى مدرسة تابعة ل «أونروا» شمال القطاع، فتقول: «بيتنا دمر، ونحن مشردون هنا في المدارس. أريد ان تنتهي هذه الحرب، نريد تعويضات عن منازلنا، إلى متى سنبقى هنا؟». وتتابع: «تعبنا من هذه الحياة، إما أن ترضخ إسرائيل لمطالب المقاومة أو فلنمت جميعاً أفضل من هذا الموت البطيء». ووسط الخراب المخيم، لم يعلن عن إطلاق أي صواريخ أو قذائف هاون من غزة على إسرائيل، ولا عن أي ضربة إسرائيلية على القطاع منذ بدء التهدئة، باستثناء إطلاق زوارق حربية إسرائيلية أمس النار على قوارب صيد قبالة شاطئ مدينة رفح جنوب قطاع غزة. وقال الجيش الإسرائيلي إن القارب تجاوز نطاق الثلاثة أميال بحرية (5.5 كيلومترات) التي يسمح ضمنها للفلسطينيين بالصيد. وقالت سلطة الطاقة في غزة أمس إن القطاع يعاني عجزاً كبيراً في الطاقة الكهربائية بسبب ما خلفه العدوان يصل إلى70 في المئة من إجمالي حاجة القطاع. وأضافت في بيان أمس أنها بحاجة لأشهر للوصول إلى الاستقرار في شبكة الكهرباء وخدمتها. وأشارت الى أنها تعمل على إعادة توصيل الكهرباء لجميع المناطق، بما فيها المدمرة، وتزويدها الطاقة ضمن برنامج توزيع ست ساعات وصل، مقابل 12 ساعة قطع. في غضون ذلك، قالت إسرائيل أمس إنها قصفت خلال العدوان على قطاع غزة، والذي بدأ في الثامن من الشهر الماضي، نحو خمسة آلاف «هدف»، فيما أطلقت المدفعية نحو 35 ألف قذيفة، أي ما يعادل خمسة أضعاف ما تم إطلاقه خلال عدوان عام 2008. واستهجنت حركة «حماس» تهديدات وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان باغتيال نائب رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، والقائد العام لذراعها العسكرية «كتائب القسام» محمد الضيف، ما لم تعد الحركة لإسرائيل جثتي الجنديين لديها. ووصف الناطق باسمها سامي أبو زهري على حسابه على «فايسبوك» تهديدات ليبرمان بأنها «سخيفة»، ونصح إسرائيل ب «إخراسه».