أعلنت وزارة الدفاع اليمنية أمس، ان قوات تابعة للحرس الجمهوري ولواء مشاة من الجيش وكتيبة صاعقة من قوات الأمن المركزي ومجموعات من «اللجان الشعبية» (مسلحون قبليون موالون للجيش) تمكنت من دخول مدينة شقرة الساحلية، المعقل المهم الأخير لتنظيم «القاعدة» في محافظة أبين (جنوب)، بعد ثلاثة أيام من المعارك الضارية أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من صفوف المسلحين المتشددين، بينهم 30 قتيلاً في معركة اقتحام المدينة. وفي حين اشارت مصادر محلية في أبين الى سقوط 15 قتيلاً وعشرات الجرحى في صفوف الجيش و «اللجان الشعبية» في معارك شقرة منذ الثلثاء الماضي، أكدت هذه المصادر ل «الحياة»، أن مئات المسلحين من «القاعدة» وذراعه العسكرية جماعة «أنصار الشريعة»، تمكنوا من الانسحاب من المدينة الأربعاء والخميس إلى منطقة عزان في محافظة شبوة المجاورة، وتركوا خلفهم بضع عشرات من المقاتلين للدفاع عن المدينة ومنع الجيش من اقتحامها. وشنت طائرات يعتقد بأنها أميركية من دون طيار، ثلاث غارات على الأقل بعد ظهر أمس، على مواقع وتجمعات «القاعدة» في منطقتي عزان والحوطة المتجاورتين في شبوة، أسفرت عن مقتل عدد كبير من المسلحين وإصابة عدد آخر سقط معظمهم في جبل سقاة في الحوطة. وبحسب مصادر محلية في عزان، فإن سلاح الطيران اليمني شن بدوره غارات عدة منذ فجر أمس على مناطق في شبوة التي ينتشر فيها مئات المقاتلين المتطرفين، والمرشحة لأن تشملها حملة الجيش خلال الأيام القليلة المقبلة. وأشارت المصادر إلى تعزيزات عسكرية استقدمت من محافظتي أبين وحضرموت لهذا الغرض. وتكتمت وزارة الدفاع على عدد قتلى الجيش في معركة تحرير شقرة، وقال مصدر عسكري في بيان ان المدينة «شهدت أمس احتفالات بهيجة بحضور نائب رئيس مجلس النواب ونائب رئيس هيئة الاركان لشؤون التسليح اللواء الركن محمد راجح لبوزة وقائد المنطقة العسكرية الجنوبية اللواء الركن سالم علي قطن ومدير العمليات الحربية وقادة الالوية، وشارك فيها المقاتلون وأبطال اللجان الشعبية والمواطنون الذين استقبلوا قوات الجيش بالإفراح بعد دحر أنصار الشر من آخر معاقلهم في محافظة أبين إلى غير رجعة». ونقل البيان عن لبوزة قوله ان «الإرهابيين تلقوا ضربات موجعة في الاقتحام وسقط منهم أكثر من ثلاثين قتيلاً من جنسيات مختلفة، بالإضافة إلى عدد كبير من الجرحى، كما تم تدمير الأسلحة والمعدات التي كانت بحوزة أنصار الشر، فيما فر من تبقى منهم باتجاه أحور-عزان حيث يقوم صقور الجو والقوات البحرية والدفاع الساحلي بالتعامل مع هذه العناصر الإجرامية الفارة من النار إلى الجحيم». واكد فتح طريق لودر-شقرة وطريق شقرة-أمعين أمام المواطنين، في حين أعلن قطن أن «عملية السيوف الذهبية نجحت مائة في المائة»، مشيراً إلى أن «صقور الجو وأبطال القوات البحرية والدفاع الساحلي واللواء الثاني مشاة بحري وجهوا ضربات قاتلة لأنصار الشر في مدينة شقرة وأثناء هروبهم منها».