تتذكر الممرضة السعودية لينا بحزن كبير كيف منعها مواطن من تقديم خدماتها التمريضية لطفله في المستشفى الذي بدأت العمل فيه منذ فترة قصيرة، وطلب حضور ممرضة أجنبية بدلاً منها. (للمزيد ) وتعتقد لينا أن هذه النظرة الدونية ليست المشكلة الوحيدة التي تواجهها الممرضة السعودية، إذ تجد ممرضات أنفسهن أمام إساءات لفظية تصل حد التحرش في بعض الأحيان، كما أن بعضهن يصبحن عانسات، لرفض نسبة من الشباب الارتباط بهن بسبب طبيعة عملهن. وعلى رغم ذلك لا يبدو أن السعوديات العاملات في هذا المجال يستسلمن ويبتعدن عن هذا المجال، إذ يشهد عددهن تزايداً عاماً بعد عام، ووصل إلى 18911 ممرضة بحسب آخر إحصاء حكومي، وتحتل منطقة الشرقية المرتبة الأولى لجهة السعوديات العاملات في هذا المجال في مستشفيات وزارة الصحة ب2885 ممرضة تليها الرياض ب2225 ممرضة. ولا تجد الممرضة لينا التي تعمل في أحد مستشفيات مدنية جدة سبباً مقنعاً لعدم الثقة التي ينظر بها المجتمع للممرضة السعودية، على رغم أن كل الممرضات يقضين في الدراسة أعواماً تقارب الأعوام التي يقضيها كادر الأطباء. وتطرقت إلى أنها واجهت رفضاً من أهلها وأقاربها عندما اختارت تخصص التمريض، وحتى بعد مرور أربعة أعوام على بدء عملها في مجال التمريض لا يزال قسم من أهلها لا يتقبلون عملها: «لدرجة أن زوجي الذي يحرجه أن يعلم الناس بحقيقة عملي، يضطر إلى الكذب على زملائه وأصدقائه، فيخبرهم أنني أعمل طبيبة». وعن التحرش بالممرضات من بعض المرضى، قالت لينا: «حيث أعمل، حدثت بعض حالات التحرش، سواء اللفظية منها أم الجسدية من بعض المرضى، وتلوذ بعضهن بالصمت خوفاً من أن تلوكها الألسن أو أن يقع اللوم عليها في نهاية المطاف، وربما تكون هذه القضية هي السبب وراء النظرة السوداوية». وشددت المدير العام للتمريض بالنيابة في وزارة الصحة نورة مدني، على أن أكثر الممرضات السعوديات متزوجات، ولديهن بيئة اجتماعية ناجحة، مؤكدة وجود اتجاه متزايد على مهنة التمريض من السعوديات، بعد أن كانت هذه المهنة تلقى انتقادات من المجتمع سابقاً. وتابعت: «أكثر الممرضات السعوديات متزوجات ولديهن بيئة اجتماعية ناجحة، وأنا واحدهن منهن».