توقع مصدر مطلع في «منظمة الدول المصدرة للنفط» (أوبك) ألا يغيّر وزراء المنظمة مستوى الإنتاج خلال مؤتمرهم غداً في فيينا نظراً إلى أن أوضاع السوق لا تستدعي ذلك. وقال ل «الحياة» إن وضع السوق النفطية جيد مؤكداً أن مستوى الأسعار ليس منخفضاً ويناسب الأوضاع الاقتصادية العالمية، فأوروبا وآسيا وحتى أميركا تشهد تباطؤاً. وشدد على أن دول «أوبك» شريكة في الاقتصاد العالمي ولا تريد التأثير فيه سلباً خصوصاً أن تباطؤه يؤدي إلى انخفاض الطلب. وأشار إلى أن السعودية أنتجت في الشهرين الأخيرين 9،9 مليون برميل يومياً تمشياً مع متطلبات الزبائن. وذكّر بغياب جزء من نفط بحر الشمال وانخفاض في الإنتاج النيجيري والجزائري وعدم العودة الكلية للإنتاج الليبي وكذلك غياب كميات من الإنتاج الإيراني. لكن أوضح أن دول «أوبك» ستبقى يقظة ومراقبة للطلب على النفط لأن هذا هو العنصر الأساسي لمستوى الإنتاج. وشدد على أن ارتفاع الأسعار إلى اكثر من 115 دولاراً للبرميل كان سببه المضاربات، مشيراً إلى أن المضاربين أنفسهم يراهنون على الانخفاض في المدى القصير. واستبعد المصدر إمكان التكهن بمستوى الطلب الفعلي إلا عند رؤية انخفاض فعلي في الطلب، كما استبعد إمكان التكهن بمستوى الأسعار. وعن اختيار أمين عام جديد ل»أوبك»، أشار المصدر إلى أن هذه المسألة ستكون مثار جدل لأن القرار يجب أن يتخذ بالإجماع مستبعداً قبول السعودية بالمرشحين الثلاثة كما أن إيران ستعارض المرشح السعودي لأن لديها مرشحها، وتوقع أن تطول جلسات النقاش إلى الجمعة أو أن يؤجل الموضوع إلى المؤتمر المقبل في أيلول (سبتمبر)، ولم يستبعد احتمال الاتفاق على مرشح من خارج الأسماء الأربعة. إلى ذلك، أبلغ مندوب إيران الدائم لدى «أوبك» محمد علي خطيبي وكالة «رويترز» أن على المنظمة ألا ترفع سقف إنتاجها في اجتماعها غداً. وقال «القضية الأولى والأهم هي أن نتفق على الالتزام بالثلاثين مليون برميل يومياً، وإذا كان يجب تغيير هذا السقف فسنحتاج لمبرر قوي». ونفى الحاجة إلى سقف أعلى بقوله «لا أعتقد هذا لأننا أنتجنا أكثر من حاجة السوق في النصف الأول». ودعا وزير النفط الفنزويلي رفاييل راميريز دول «أوبك» التي يتسبب إنتاجها الزائد في تجاوز مستوى الثلاثين مليون برميل يومياً، إلى خفض إمداداتها. وأكد إنه سيوجه مناشدة قوية للمنتجين الذين يضخون كميات إضافية، منهم السعودية، لخفض الإنتاج. العرض والطلب في سياق متصل، نقلت وكالة «رويترز» عن التقرير الشهري لمنظمة «أوبك» أن ميزان العرض والطلب العالمي على النفط، قد يرتخي بدرجة أكبر في النصف الثاني من العام لأسباب منها تباطؤ الاقتصاد العالمي وخفض الإنتاج السعودي. وورد في التقرير الشهري «تظهر المؤشرات على ما يبدو أن الاقتصاد العالمي يتباطأ أكثر». وجاء فيه أيضاً «النصف الثاني من السنة قد يشهد مزيداً من الارتخاء في العوامل الأساسية رغم الزيادة الموسمية في الطلب». وذكرت أوبك عوامل من بينها تباطؤ الاقتصاد العالمي وأخطار قد تؤدي إلى انخفاض الطلب مثل ارتفاع أسعار البنزين الأميركي وتحسن إمدادات الدول غير الأعضاء في المنظمة والنمو الأميركي. وأشار تقرير «أوبك» إلى أن متوسط الطلب على إنتاجها من النفط سيبلغ 30.74 مليون برميل يومياً في النصف الثاني من السنة من دون تغيير عن التوقع السابق. وتركت توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2012 من دون تغيير عند 900 ألف برميل يومياً. وبحسب مصادر ثانوية نقل عنها التقرير، فإن «أوبك» أنتجت 31.58 مليون برميل يومياً في أيار (مايو) بانخفاض 58 ألف برميل يومياً عن نيسان (أبريل) لكن بما يزيد 1.58 مليون برميل يومياً على مستوى الثلاثين مليون برميل يومياً الذي تستهدفه المنظمة. وأشارت المنظمة إلى أن إنتاجها «المرتفع من النفط الخام والذي يتجاوز حاجات السوق يؤكد أيضاً أن السوق تتلقى إمدادات وفيرة». لكن مجموعة ثانية من أرقام الإنتاج التي أعلنتها والمقدمة من الدول الأعضاء تظهر أن السعودية قلصت إنتاجها. ولفت التقرير إلى أن السعودية أبلغت «أوبك» بأنها أنتجت 9.8 مليون برميل يومياً في أيار انخفاضاً من 10.1 مليون برميل يومياً في نيسان. الأسعار إلى ذلك، واصلت أسعار العقود الآجلة للنفط تراجعها إلى ما دون 98 دولاراً أمس، لتستمر خسائر الأيام الماضية نتيجة مخاوف من أن تضر أزمة ديون منطقة اليورو بالاقتصاد العالمي وتهدد نمو الطلب على النفط. وانخفض سعر مزيج «برنت» 76 سنتاً إلى 97.33 دولار للبرميل بعد أن تراجع في وقت سابق إلى 96.62 دولار مقترباً من أدنى مستوياته هذا العام عند 95.63 دولار والذي سجله في الرابع من حزيران(يونيو). وهبط سعر عقود الخام الأميركي 52 سنتاً إلى 82.18 دولار للبرميل. وأعلنت «أوبك» إن سعر سلة خاماتها القياسية ارتفع إلى 97.34 دولار للبرميل أول من أمس من 95.87 دولار في اليوم السابق.