مهّدت الحكومة الإسرائيلية، بدعم من نواب حزب «كديما» المعارض، الطريق أمام جمعيات استيطانية في القدسالمحتلة لتحقيق مشروعها تهويد الأحياء العربية وذلك بإقرارها، الأحد الماضي، تعديل قانون «الحدائق الوطنية» على نحو يتيح نقل المسؤولية عنها إلى جمعيات خاصة لا تبغي الربح المادي. وجاء في قرار اللجنة أنه «سيكون في وسع جمعيات خاصة إدارة شؤون حدائق عامة من أجل إدامة القيم التاريخية والأثرية لها». ورأت جمعيات حقوقية إسرائيلية أن الغرض الرئيس من القرار هو تمكين جمعية «إلعاد» الاستيطانية الناشطة لتهويد القدسالمحتلة من السيطرة على حي البستان في بلدة سلوان في القدس العربية المحتلة. واعتبرت أن القرار يشكل تهديداً لممتلكات عامة وتحديداً الفلسطينية منها. ودعم القرار عضو اللجنة الوزارية من حزب «كديما» المعارض يسرائيل حسون الذي أقر بأن التعديل جاء لقطع الطريق على الالتماس الذي تقدمت به جمعية «عير عميم» (مدينة الشعوب) اليسارية أمام المحكمة العليا لوضع حد لسيطرة جمعية «إلعاد» الاستيطانية على الحدائق القومية، مشيرةً إلى أن الجمعية تعمل منذ سنوات على تهويد الأحياء العربية في القدسالمحتلة. وحذرت «عير عميم» من أن مخطط إقامة «حديقة وطنية» يشكل خطوة خطيرة من شأنها أن تشعل «أحد أكثر المواقع القابلة للاشتعال في النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني ومن خلال المساس باستقرار المدينة ومستقبلها السياسي». ووفقاً للتعديل المقترح سيكون في وسع جمعيات استيطانية تسجيل نفسها بصفتها تعمل على إدامة القيم التراثية والأثرية ما سيمنحها صلاحية السيطرة على حي البستان في سلوان، وذلك على رغم تحذيرات «سلطة الطبيعة والحدائق» الإسرائيلية من تبعات نقل الحدائق القومية إلى جهات خاصة وإخراجها من يد الدولة. ويتعرض حي البستان منذ عامين إلى مخططات للبلدية الإسرائيلية للقدس لإقامة «حديقة الملك» التلمودية في الحي، فأصدرت أوامر بهدم عشرات المنازل لمواطنين فلسطينيين في المنطقة لمصلحة الحديقة. وكان رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو تدخل قبل أكثر من عام لدى رئيس البلدية الإسرائيلية للقدس نير بركات وطلب منه التريث قبل الإعلان عن مخطط البلدية تهويد بلدة سلوان في محيط البلدة القديمة القريبة من أسوار المسجد الأقصى، القاضي أساساً بهدم عشرات المنازل الفلسطينية في حي البستان بداعي أنه تم بناؤها من دون تراخيص وتحت مسمى تطوير البنية التحتية للمنطقة وإقامة «متنزه قومي» يحمل اسم «حديقة الملك سليمان». يشار أيضاً إلى أن مخطط هدم حي البستان وإقامة «حديقة قومية يهودية» وضع قبل سبع سنوات ضمن مخطط أوسع للبلدية الإسرائيلية بتحويل جميع المناطق المحيطة بالبلدة القديمة إلى «حدائق وطنية» وسياحية. وكشف الفلسطينيون أن لدى البلدية مخططات مماثلة لهدم منازلهم في عدد من الأحياء الفلسطينية في القدس مثل حي «وادي الحلوة» و «راس العامود». وأضافت «نير عميم» أن سيطرة «جمعية إلعاد» على الحديقة الوطنية «تشكل الأداة المركزية التي تتيح لها تحقيق أجندتها لتهويد القدسالمحتلة». وتابعت أن الجمعية نجحت في إقامة علاقات متشعبة مع جهات حكومية بينها سلطة الآثار وسلطة الطبيعة والحدائق ووزارة السياحة وبلدية القدس، وأنها باتت تشارك في وضع مخططات البناء في أحياء المدينة.