لم أكن قد أفقت من صدمتي بعد.. حتى توالت تعليقات القراء على الخبر الشنيع للطفلة اليمنية التي تبلغ من العمر 13 ربيعاً، والتي انقضت حياتها وطفولتها التي لم تعشها تحت الاغتصاب الشرعي، إذا جاز للبعض تسميته، على رغم أن الإسلام بريء من هذه السلوكيات التي بدأت بجريمة، وانتهت بجريمة وجثة لطفلة تعاني تمزقاً شنيعاً في أعضائها التناسلية يوم زفافها من رجل يبلغ من العمر 24 عاماً. أكثر من نصف التعليقات تبرئ الرجل وتدعي أنه أخذ حقه الشرعي فقط... وأن الخطأ على العروس، لأنها لم تتجاوب مع مشاعر العريس، لذلك حدث ما حدث!! البعض لام الأب والأم والأخ، أما الغاضبون الآن، وأنا مثلهم، فلا أستطيع إلا أن أحملهم المسؤولية، ولا أبرئ العريس الذي لم يراعي سن العروس، ولم يراعي حجمها مقارنة بحجمه، وربما لم يشاهدها إلا يوم الزفاف، وعندها تذكر أنها أنثى على رغم أنها ربع أنثى في جسد طفلة، لم تتأهل نفسياً ولا جسدياً ولا حسياً ولا فكرياً لتستوعب ما يحدث لها. وتذكر أنه يوم الزفاف فعل ما فعل من دون تمهيد ومن دون تقديم كما أمرنا الله (وقدموا لأنفسكم)، وربما تذكر أن الرجولة يجب أن تُثْبت في يوم الزفاف بسبب ضغوط المجتمع، وهاهو اليوم وبعد الحادثة يبرئ نفسه ويقول: «إنه لم يتمكن من الحصول على حقه الشرعي، لأنها كانت خائفة ومريضة»! فإذا كان ماحدث للطفلة العروس من انتهاك وتمزق شديد في أعضائها التناسلية، والمعرس يقول إنه لم يتمكن من معاشرتها، فسؤالي هو: ماذا لو كان تمكن بحسب كلامه.. هل كانت ستنتهي إلى أشلاء؟! فعلا صدمتني التعليقات التي تبرئ ساحته تماماً، وكأنه ليس مسؤولاً عن شيء.. فالعروس الطفلة هي المخطئة، لأنها لم تجهز «نفسها» نفسياً، وهي مخطئة لأنها لم تراعِ أنه يجب عليها في يوم الزفاف أن تضغط الزر الأحمر العجيب الذي يحولها فجأة إلى أنثى حالمة، قادرة على استيعاب العريس في ثوان، ويجعلها قادرة على التجاوب مع مشاعره، أو بالأحرى رغباته. هي مخطئة بالطبع، ولذلك هو بريء براءة الذئب من دم يوسف! لا أفهم حتى اللحظة سر الزواج من الصغيرات وخصوصاً عندما أسمع أو أقرأ تعليقات المأذون في حالات أخرى مشابهة، من أنه أوصى العريس بألا يقرب العروس إلا بعد أربع سنوات حتى تبلغ.. سؤالي كيف يضمن فضيلته التزام العريس بالنصيحة الغالية! وإذا كان فعلاً سينتظر السنوات الأربع في لنضوج عروسه.. فلماذا العجلة؟ «خلصو البنات المستعدات والمهيئات للزواج؟!» إلهام رحلت تاركة خلفها وصمة عار تدين زوجها، وأسرتها، والمجتمع الذي بارك هذا الزواج، وتدين الثقافة والتراث المعرفي الذي أنجب كل ما سبق. [email protected] @s_almashhady