طالعتنا الصحف قبل أيام بأخبار سيئة، وآخرها قيام شقيق بقتل شقيقته رمياً بالرصاص يوم زفافها بسبب رفضه إتمام الزيجة، ولأن العروس كانت تعرف العريس ونشأت بينهما قصة حب كللاها «بالزواج»، ولأن الحب غير مسموح به للأنثى في مجتمعنا وحتى لو كان بداية لعلاقة شريفة دخل على إثرها العريس من الباب ولم يحصل للأسف على موافقة هذا الشقيق بالتحديد.. انتهت حياة هذه العروس قبل أن تبدأ وبيد رجل يعطي لنفسه فقط رخصة للحب وللزواج ممن يرغب فقط لأنه رجل! وقبل أيام عدة طالعتنا الصحف بجريمة قتل ذهبت ضحيتها مهندسة سعودية من أم مصرية عاد أخوها غير الشقيق من السفر وفشل في إقناعها بعمل توكيل ميراث فكان نصيبها طلقات عدة أودت بحياتها وطلقتين أصابتا أختها في وجهها على رغم نجاة الفتاة الثانية من الموت المحقق والغادر. ولأن الغدر لا بد أن يقابله غدر لقي القاتل مصرعه على يد أحد أقرباء الشقيقتين ولا أعلم ماذا استفاد وما مصير الأموال والأراضي التي كان يريد الاستحواذ عليها. والتي قيل عبر الصحف إنها فاقت العشرين مليوناً، ولا أعلم ماذا كان يضيره لو حصل على نصيبه من الملايين وأعطى أختيه نصيبهما أيضاً؟ على رغم وجود سبب آخر هو غضبه الشديد كما أفادت الصحف بسبب فشله في تزويج أختيه من قريبيه. ورفضه زواجهما من غير سعوديين. القصص الأخرى لا تقل غرابة وهي عن قيام عريس من إحدى الدول الشقيقة بذبح عروسه لأنه فشل في إقامة علاقة جسدية في يوم الزفاف، «الغريب» أن العريس لم يتأكد مما ساوره من شكوك بل استل سكينه قبل أن يعطي نفسه فرصة للتفكير أو حتى لعرضها على طبيبة نسائية تؤكد له أن عروسه عذراء! وقبلها بأيام أفقنا على خبر بشع وهو قيام رجل بذبح أخته في سورية بعدما طلبت منه اصطحابها إلى الطبيبة لأنها تعاني من انتفاخ في البطن لا تعرف سببه «وبنظرة ثاقبة» من طبيبة غير أمينة شخّصت علة بطنها بأنها «حمل بالطبع» من دون أن تخضع «الضحية» أو المريضة لأي فحوصات، ولتنتهي الزيارة بذبح رقبتها على يد أخيها الذي لم يشغل عقله ولا ضميره ولم يصحبها لطبيب آخر أو حتى لم يراجع نفسه التي عاشت معها لسنوات طويلة ويستطيع بنظرة إنسانية عميقة مراجعة تصرفاتها وسلوكياتها ليتأكد هل تتطابق مع التشخيص الخاطئ! ربما ارتاحت العروس الأولى في أول يوم لزفافها من الحياة مع رجل شايل سيفه «على طول الخط»، وربما رحلت الفتاة الثانية من دنيا يعتقد الرجل فيها نفسه «أشرف الشرفاء» رجل وكل إليه مهمة ذبح الإناث لمجرد الشك غير المنطقي وغير المستند على ذرائع، ولتتضح الرؤية أن الفتاة مصابة بداء السرطان بحسب الطبيب الشرعي الذي باشر فحص جسدها الملوث بالدماء، وليعلن لكل العالم المهتم بقضية الشرف الرفيع أنها عذراء، ولكن بعد فوات الآوان! الغريب أننا كمجتمع لا نقرأ الصحف ولا نتنبه جيداً لربط المشكلات الاجتماعية أو حتى التنبؤ بها قبل حدوثها، «والنتيجة» أننا ما زلنا نرى محكمة في إحدى المدن السعودية ترفض إجراء تحليل dna طلبه أب يرزح تحت الشكوك في نسب ابنته الطفلة له، وجرى رفض طلبه على أساس أن «الولد للفراش» الولد للفراش والبنت التي تعيش مع أب تقتله الشكوك في خطر! وربما نسمع بعد أيام قلّت أو كثرت عن تعذيبها ومقتلها على يد والدها! [email protected]